السبت 3 مايو 2025 12:19 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الباحث والناقد المغربي د.أحمد بلخيري يكتب عن : الانتحال او السرقة العلمية

الباحث والناقد المغربي د.أحمد بلخيري
الباحث والناقد المغربي د.أحمد بلخيري

"فالسرقة العلمية مفهوم يدل على كل ممارسة علمية أو فكرية تقوم على انتحال جزئي أو كلي لأفكار الآخرين، أو كتاباتهم، وقد يكون الانتحال على صورة اقتطاع نص، أو مقطع من منشور، أو مقالة أو دراسة، أو أطروحة علمية، ويكون الانتحال أيضا بإعادة صياغة مثل هذه النصوص المسروقة، دون الإشارة بوضوح إلى مصادرها الأصلية وعزوها إلى كتابها الحقيقيين. وتأخذ السرقة العلمية أشكالا متعددة وصيغا متنوعة، إذ تشمل مختلف عمليات التحرير العلمي أو الأدبي التي تتم دون توثيق علمي واضح، وخرق الأمانة العلمية بالسطو على أفكار الآخرين وإبداعاتهم، والمقابسات دون مزدوجات أو إشارة، أو كما يقال: سرقة الفكرة مع تغيير العبارة (جمعة، 2021). وتعد السرقة العلمية كما يشير بشير جرار : "جريمة أخلاقية وفكرية يتم بها السطو على مجهودات الآخرين وأعمالهم وإنتاجاتهم الفكرية والعلمية" (جرار، 2019)". (علي أسعد وطفة،الأمية الأكاديمية في الفضاء الجامعي العربي، ص 330).

سبق لي أن كشفت بالأدلة النصية في أكثر من كتاب لي عن الانتحال، ووضعت مصطلحا جديدا هو الاستنحال، وقد حددته وقدمت مثالا نصيا عنه.
الغريب هو أن المنتحلين لا يخجلون!!! (عندهم السنطيحة... أسيدي باز!!!). الطريف في هذا الموضوع، موضوع الانتحال، هو أنني كشفت عن انتحال عن انتحال. انتحال من النقد المسرحي الفرنسي، وانتحال عن هذا الانتحال الأخير!!!.
من مظاهر "الأمية الأكاديمية" هو أن "المثقف الأكاديمي" يعطي لنفسه الحق في تقديم نفسه بوصفه "عالما أكاديميا" في تخصصات أكاديمية مختلفة!!! فهو "باحث أكاديمي أو باحثة أكاديمية" في الشعر والرواية والمسرح والسينما والتربية والفلسفة...وحينما تقرأ كتاباته أو كتاباتها فيها، إن وجدت، أو تسمع مداخلاته أو مداخلاتها تقرأ أو تسمع العجب العجاب!!!
من مظاهر هذه الأمية الأكاديمية كذلك التماهي مع الإدارة، فكل نشاط قامت به إدارة المؤسسة التي يشتغل أو تشتغل بها يحرص أو تحرص على التقاط صور ونشرها في وسائط التواصل الاجتماعي. الباحث الأكاديمي الحقيقي يكون دائما مستقلا غير متماه مع أي إدارة أو جهة كيفما نوعها.
قبل أسابيع ذكر لي باحث مغربي اسما مغربيا متعجبا من كثرة الانتحال في كتابته النقدية.