الأربعاء 14 مايو 2025 05:55 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شبراوى خاطر يكتب : الرجل البرتقالي في كتب التاريخ بعد مائة سنة.

الكاتب الكبير شبراوى خاطر
الكاتب الكبير شبراوى خاطر

هنا أقص عليكم قصة تخيلية لما يمكن أن يتعلمه تلاميذ العرب (إذا كانوا لا يزالوا موجودون على خريطة العالم)، ففي عام ٢١٢٥، سوف يقرأ التلاميذ في كتب التاريخ انه منذ ما يقرب من مائة عام مضت، أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية التي تبعد حوالي ١٣ ألف ميل أو اكثر من ١٦ ساعة بالطائرة، كان لديها رئيس أطلق عليه بعض رجال العرب اسم (الرجل البرتقالي) والبعض الآخر كان يناديه بلقب "أبو حنان" كان اسمه الأصلي "دونالد ترامب" هذا الرجل البرتقالي تولى رئاسة أمريكا لفترتين رئاسيتين مختلفتين.
وكان يلقب نفسه بانه صانع الصفقات، فكان من أثرياء بلاده وصنع ثروته في مجالات العقارات والمنتجعات وملاهي القمار، ونجح وفشل ونجح وأزعج العالم بقرارته الخزعبلبة، وناوش الصين ووقفت له بالمرصاد حتى نخ وتراجع عن مضايقاته لها، واحتك بكندا والمكسيك وبنما والدنمارك وجرينلاند، وحاول يبتز "عاشور الناجي" وطلب أعفاؤه من رسوم قناة السويس، والضغط عليه لتصفية القضية الفلسطينية، ولايزال يختلق الأسباب والبلطجة،

ولإفتتانه بنفسه قام بتأليف كتاب عقد ١٩٨٧ الكتاب عنوانه "فن الصفقات"، ثم أعاد نشره في عام ، وفي هذا الكتاب تنبأ لنفسه بأنه سوف يصبح رئيساً للولايات المتحدة في يوم ما. وقد حدث بالفعل. فقد أُنتخب رئيساً في عام ٢٠١٧، ثم أُنتخب المرة الثانية عام ٢٠٢٥.

هذا الرجل البرتقالي كان واضحاً مع نفسه وواضحاً أمام العالم وكشف عن نواياه وقراراته وأفعاله،
وقد ذكر للعالم مهارته في عقد الصفقات في كتابه هذا، حيث قال: "أسلوبي في عقد الصفقات بسيط ومباشر. أهدف إلى تحقيق أهداف عالية جدًا، وبعد ذلك أستمر في الدفع والضغط والدفع للحصول على ما أسعى إليه. أحيانًا أكتفي بأقل مما أطمح إليه، ولكن في أغلب الأحيان أحصل على ما أريد.."
ويضيف: "أحب التفكير في الأشياء الكبيرة، ولطالما أحببت ذلك. بالنسبة لي، الأمر بسيط جدًا: إذا كنت ستفكر على أي حال، فمن الأفضل أن تفكر على نطاق واسع. معظم الناس يفكرون على نطاق ضيق، لأنهم يخشون النجاح، ويخشون اتخاذ القرارات، ويخشون الفوز، وهذا يمنح أشخاصًا مثلي ميزة كبيرة عليهم."

وتذكر كتب التاريخ التي يدرسها التلاميذ ان هذا الرجل كان أخطر على العرب من التتار عندما بدأوا بإسقاط بغداد وأبادوا أهلها وحضارتها خلال منتصف القرن الثالث عشر، ثم توجهوا إلى بلاد الشام فالتهموها حية، ثم يمموا نحو فلسطين في طريقهم إلى مصر، حيث واجهوا جيش "سيف الدين قطز". وتم هزيمتهم ودحرهم. وإنتهى وجودهم.
وقتها كان حال الحكام العرب لا تختلف كثيراً عن حكام القرن الماضي (القرن الواحد والعشرين).

وتذكر كتب التاريخ: بأنه كما ذكر الإعلام المحلي والإقليمي والدولي أنه منذ انتخاب المعلم "أبو حنان" الملقب "بالرجل البرتقالي" وعن نجاحه دون أدنى مجهود في كسب صفقات يسيل لها اللعاب مع دول الخليج العربي وخاصة (قطر والسعودية والإمارات العربية) بالإضافة الى محاولاته ومناوشته لإبتزاز دولة الكويت، وكان الناس تتعجب وتتساءل عن السر في هرولة هذه الممالك بالإذعان والرضوخ لتهديداته الغير معلنة وتخويفه لهم بنزع الحماية عنهم، بل والبطش بمقاعد الحكم الذي يتمتعون بها، ومن ثم إجترأ عليهم بالطلب العلني للإستثمار المقنّع في دولته بحجة أن أموالهم أغتنموها بمساعدة أمريكا لهم. ثم تساءل الناس عن جدوى هذه الاستثمارات التي تضمنتها هذه الصفقات العجيبة.
وما هي الفائدة المرجوة من هذه الصفقات غير الحفاظ على ممتلكاتهم الشخصية في ممالكهم.

لا شك أن هذا "الرجل البرتقالي" يتمتع بسمات رجل الصفقات الأكثر دهاءاً ومهارة في مجال العقارات والمنتجعات وكازينوهات القمار، ولا شك أن هذا الرجل نجح في جلب أو استلاب اموالهم لإنقاذ بلاده من أزمة اقتصادية عارمة كانت تلوح في الأفق. ونجح ايضاً في الحصول على مكاسب شخصية مثل تشييد أبراج بإسمه في هذه الممالك، حتى ان سوريا مهيضة الجناح في ذلك الوقت تحت حكومة من صنعهم بادرت بمنحه برج بإسمه في دمشق، وكما هو متوقع، سيُبنى بأموال شيوخ البترول والغاز والألغاز.

بالنسبة للمملكة العربية السعودية:
فقد تم استقباله إستقبال الفاتحين وفُرشت له سجادة بنفسجية تعبيراً عن التقدير والاعتزاز بزيارته المبجلة باستقبال ساخن على سلم الطائرة تحت أنظار العالم.

فقد وصل "أبو حنان" إلى الرياض والذي وصفها بأنها "زيارة تاريخية" بالنسبة له. وتمثل أهمية سياسية واقتصادية، وبالطبع سياسية بالنسبة لهذه الدول، واقتصادية بالنسبة له ولدولته، والتي وجدت ضالتها في هذه المنطقة من العالم كفريسة لاحمة وضعيفة الشكيمة وأذرعهها موجوعة، حيث عرف كيف يقبض عليها بالأنياب والمخالب. وحجته في ذلك فتح ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب، وبالطبع حقوق الإنسان وغير ذلك من نقاط الوجع.
لذلك خلال زيارته الذهبية على حد وصف البيت الأبيض في وقتها أن ذلك الرئيس، رجل الصفقات الذي لا يُشقّ له غبار قد تجرأ واقترح على بلاد الحرمين ومركز الدين الإسلامي خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي قائلاً: آمل أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية.. والمملكة ستفعلها حسب توقيتها!!. وفي هذا المنتدى تعهد وأعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن إستثمار ستمائة مليار دولار أمريكي مع ابو حنان تشمل مجالات الطاقة والدفاع والتقنية والبنية التحتية.

أما عن الإمارات العربية: فقد بادرت بالإعلان عن الإسهام في الإقتصاد الأمريكي بأكثر من تريليون دولار وللتوضيح بأكثر من اربعة تريليون درهم إماراتي والتريليون يساوي ألف مليار دولار.

ودولة قطر والتي تسعى إلى مكانة مرموقة لدى الأمريكان، فبادرت دونما طلب من "البرتقالي" بإهدائه طائرة رئاسية تُصف بأنها قصر طائر، يبلغ سعرها أربعمائة مليون دولار أمريكي، أي ما يقرب من مليار ونصف ريال أي ما يقرب من عشرين مليار جنيه. (هذا لتوضيح حجم القيمة). واعلنت عن نيتها باستثمار قناطير مقنطرة من مليارات الدولارات. بالإضافة إلى عدة صفقات أخرى في مجالات التكنولوجيا والتسليح ولا ندري كيف تنفعهم هذه الاستثمارات الشكلية إلى حد بعيد

أما بعد.. لماذا كانت جولته للقنص والصيد في هذه الثلاث دول بالذات؟، ولماذا لم يجرؤ أن يفعل فعلته هذه مع أي دول أخرى
وهل تصيدهم لتحصيل الجزية وإتاوة الحماية على طريقة "فتوات الحسينية"، والسؤال الأهم، لماذا لا تشمل زيارته "عاشور الناجي" في مصر؟
أسأله لن يجد لها أحفاد العرب أي إجابات،