الخميس 10 يوليو 2025 11:46 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الإعلامى هيثم جويدة يكتب : حين يتحول النشر إلى مشروع وعي... هنا القاهرة الجديدة للنشر

الإعلامى هيثم جويدة
الإعلامى هيثم جويدة

في زمن يتراجع فيه حضور الكتاب أمام زخم الشاشات وسرعة المحتوى الرقمي، تبرز دار القاهرة الجديدة للنشر كأحد المعاقل القليلة التي ما زالت تؤمن بالكلمة وتراهن على تأثيرها العميق، حيث تتبنى مشروع ثقافي حقيقي يقوم على الإيمان بالكتاب لا كسلعة تباع بل كرسالة ووسيلة واعية تعيد تشكيل الوعي العربي وتقوم على مخاطبة الإنسان بلغته وقضاياه دون التنازل عن معايير الجودة أو الانجراف وراء السائد؛ حيث تاسست الدار برؤية واضحة تهدف إلى إنتاج محتوى عربي راقي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويواكب متغيرات الزمن دون أن يذوب فيها، فقد بدأت بخطوة جريئة تمثلت في نشر كتب التاريخ المصري القديم برؤية عالم الآثار والروائي الدكتور حسين عبد البصير فهو من أهم وأبرز علماء الآثار في مصر والعالم، ونشرت هذه الكتب بلغات متعددة منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية واليونانية والإيطالية، لتضع الثقافة المصرية في قلب المشهد العالمي ثم توسعت لاحقا لتشمل أدب الطفل والقصص التعليمية والروايات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، مع الحفاظ على نهج انتقائي صارم لا يضع الكم فوق الكيف، حيث تقيم الأعمال المقدمة إليها وفق معايير دقيقة، تبدأ من القيمة العلمية أو الإنسانية للمحتوى مرورا بجودة اللغة والأسلوب وفرص التوزيع، وصولا إلى مدى احتياج السوق لهذه النوعية من الكتب، حيث يشرف على هذه العملية فريق متخصص من الأكاديميين والمحررين يمتلك خبرة واسعة ووعي عميق بديناميكة النشر ومزاج القارئ العربي والغربي، مما يجعل كل إصدار يحمل هوية واضحة ويملك القدرة على الوصول والتأثير، ولا تقف خدمات الدار عند حد النشر فقط، بل تقدم مراجعة لغوية وعلمية دقيقة، وتحرير أدبي احترافي يليق بمستوى ما تقدمه، كما تمنح المؤلفين فرص عادلة من خلال تعاقدات شفافة تضمن حقوقهم المادية والأدبية سواء عبر نسبة من المبيعات أو اتفاقات مالية مقطوعة حسب طبيعة العمل وتوزع الدار إنتاجها من خلال شبكة مكتبات رئيسية في القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان إلى جانب الحضور القوي على المنصات الرقمية مثل أمازون وحرصها الدائم على المشاركة في المعارض الدولية الكبرى في أبوظبي والكويت والسعودية، إلى جانب معرض القاهرة الدولي للكتاب، إيمانا منها بأن الانتشار الحقيقي لا يتم إلا بالاقتراب من القارئ أينما كان. ورغم التحديات المتزايدة في سوق النشر العربي وعلى رأسها ارتفاع تكاليف الطباعة وتراجع معدلات القراءة في بعض البيئات، إلا أن الدار تواصل عملها بثقة مدفوعة بإيمانها الراسخ بأن القارئ الجاد لا يزال موجود وأن الكتاب الجيد سيجد طريقه دائما، وتقدم الدار رسالة ونصيحة للكتاب الشباب اقرأ كثيرا، واكتب ببطء، وراجع عملك بعين نقدية، وكن مستعد للتطوير والإنصات، فالنشر لا يجب أن يكون غاية بل نتيجة حتمية لجهد حقيقي يستحق أن يرى النور، فالقاهرة الجديدة تسعى لتكون حاضنة للثقافة وشريك حقيقي للمبدعين، ومساحة أصيلة في زمن أصبح فيه الأصل عملة نادرة.

1b266a7b5af2.jpg
54bf0b7689da.jpg