عبدالسلام بدر يكتب : إنتباه ..إذا كان بيتُكَ من زجاج ..!!


تتطور الأمم وتتقدم تدريجياً بما تسمح لها مواردها وأوضاعها السياسية والاقتصادية و العسكرية وجودة التعليم بها و مدى تأثرها بالشعوب الأخرى . وقد تحدُث طَفْرةٌ نتيجة اكتشاف ما كانت تخبئه الأرض والبحار يتبعها خللٌ في معادلة التطور . فمثلاً أهل الصحراء المشتغلين برعي الأغنام إن حدث قحطٌ وندرةٌ في الماء فَرَّوا إلى الأقطار المجاورة حيث مياه الأنهار والطعام . وربما يشارك الفارُّون السكان الأصليين في بعض الأعمال لكسب المال ويحصل غير القادرين منهم على إعانات ورعاية تضمن لهم حياة كريمة . كلُ ذلك تُحتِّمهُ أمورٌ إنسانية ووحدة الدين واللغة والمصاهرة . ومن بعض ساكني الصحراء من تغلبُ عليهم غلظةٌ وفظاظةٌ مُكتسبة من بيئتهم غير الجهل والتَّخلُّف . وفجأة تُخْرِج أرضهم أثقالها وتطفحُ بِحارَهم بنفطِها فيطيرون لجمع الأموال الطائلة من دول العالم المتقدمة ثمناً لذهبهم الأسود كأحد المصادر الهامة للطاقة .
وهنا يظهر المعدن الإنساني للبلد _ الذي كان فقيرا _ فينبري منه مَنْ تؤلمهُ ذكرى فقر جدودهِ وتخلُّفهِم وتتضخَّم لديه عُقدة النَّقص فيعملُ جاهداً على إزالة هذه الفكرة من عقول من يعرفونها ويناطح بالتقليد والمحاكاة شعوب البلاد الأقدم نشأةً والأكبر عدداً والأكثر تحضراً وثقافةً صاحبة الفضل على أهلهِ بالتعليم والعلاج والغذاء والكساء يوم أن كانوا حُفاة جاهلين بل يصل الأمر إلى المعايرةِ و التطاول عن طريق شراء ذوي النفوس المريضة من بعض الكُتَّابِ والفنانين والرياضيين واستخدامهم للتنفيس عن عُقَدِه . ولأحدهم أقول : لن تستطع مَحْو صورتَكُم من الذاكرة و ستعجز عن تفسير تَحوُّلَكُم المفاجئ وتخلِّيكم عن وقارِكم وقد صِرتُم تنافسون من كنتم تُطلِقونَ عليهم بلاد العُري والكُفْر . بل تجاوزتم الحد الذي يحفظ لكم بعض الاحترام ، ولأرضكم بعض التقديس فأنتم من تعملون على تدنيسها بتصرفاتكم المبتذلة ، والسماح لأنجاس الأرض من وطئها قأقدامهم .
" فإذا كان بيتك من زجاج لا تقذفُ الناسَ بالحجارة ."