الخميس 31 يوليو 2025 02:09 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ابراهيم مجدى صالح يكتب : ”دار الإفتاء” خطوة نحو تجديد الخطاب الديني وتعزيز الفهم المستنير

الكاتب الكبير أبراهيم مجدى
الكاتب الكبير أبراهيم مجدى

في ظل التحديات الفكرية والدينية التي تواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تبرز الحاجة الملحة لتأهيل كوادر دينية قادرة على مخاطبة الناس بلغة العصر، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتفهم مقاصد الشريعة بعمق بعيدًا عن الجمود والانغلاق.
ومن هنا تأتي أهمية المبادرات التدريبية التي تنظمها دار الإفتاء المصرية، والتي باتت تمثل منارة للوسطية والعلم الرصين
حضوري للدورة التدريبية الأخيرة التي عقدتها "دار الإفتاء" للمهتمين بالشأن الديني كانت تجربة غنية، ليس فقط على المستوى المعرفي، بل أيضًا من ناحية الرؤية والمنهجية.
الدورة لم تكن مجرد محاضرات تقليدية، بل كانت مساحة للتفاعل والنقاش، وتقديم نماذج حية من الفتاوى المعاصرة، وكيفية معالجتها بروح العلم والدليل والاعتدال

ما لفت نظري هو حرص المحاضرين الاجلاء على التأكيد أن الإفتاء ليس مجرد نقل للأحكام، بل هو اجتهاد منضبط بأصوله، يراعي تغير الزمان والمكان وأحوال الناس.
لقد أدركت من خلال التدريب أن من يتصدر للفتوى لا بد أن يكون مسلحًا بعلم غزير، وفقه عميق، ووعي مجتمعي يجعل منه طبيبًا يعالج أمراض المجتمع لا قاضيًا يصدر أحكامًا قاسية.
تميزت الدورة أيضًا بإنفتاحها على غير المتخصصين من المهتمين بالشأن الديني، مما يعكس رغبة دار الإفتاء في إشراك كافة أطياف المجتمع في بناء وعي ديني رشيد، بعيدًا عن الانعزال أو النخبوية؛ وهو أمر في غاية الأهمية إذا كنا نرغب فعلًا في تجديد الخطاب الديني على أسس علمية ومجتمعية حقيقية.

في الختام، يمكن القول إن مثل هذه الدورات تمثل استثمارًا حقيقيًا في العقول، وتضع الجميع على الطريق الصحيح نحو تأسيس خطاب ديني عقلاني، ينبع من تراثنا الأصيل وينفتح على تحديات الحاضر وآفاق المستقبل.
وإنني لأدعو كل المهتمين بالشأن الديني، من شباب وباحثين، إلى اغتنام مثل هذه الفرص الثمينة، فما أحوجنا اليوم إلى الوعي قبل الحماسة، وإلى الفهم قبل التوجيه.

ابراهيم مجدى صالح ”دار الإفتاء” خطوة نحو تجديد الخطاب الديني وتعزيز الفهم المستنير الجارديان المصرية