د. هاني المصري يكتب: اللحظة الحاسمة تقترب… ومصر ترسم خطوطها الحمراء


في خطوة أثارت جدلاً واسعًا وأشعلت التوترات الإقليمية، أعلنت إسرائيل سيطرتها العسكرية الكاملة على قطاع غزة، في تطور يطرح تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، وإمكانية انزلاق الأمور نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع الجيش المصري.
رغم حساسية الموقف وخطورته، فإن قراءة المعطيات تشير إلى أن القاهرة لا تسعى لجر البلاد إلى حرب مباشرة، بل تتحرك ضمن استراتيجية دقيقة تجمع بين الحزم في الدفاع عن الأمن القومي، والحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية النشطة مع مختلف الأطراف.
تزامنًا مع التصعيد الإسرائيلي، عززت القوات المسلحة المصرية وجودها على الحدود الشرقية، ورفعت درجات التأهب والاستعداد لأي طارئ. وتمت زيادة الإجراءات الأمنية في منطقة رفح وسيناء، مع تجهيز وحدات إضافية لمواجهة أي تهديد محتمل أو محاولات لزعزعة الاستقرار. كما تعمل أجهزة الدولة على إدارة الملف بمرونة تجمع بين الاستعداد العسكري والجهود السياسية المكثفة، في إطار الحفاظ على استقرار الحدود ومنع انتقال التوتر إلى الداخل.
في هذه المرحلة الدقيقة، يبرز دور الوحدة الوطنية كعامل حاسم في مواجهة أي تحديات. تلاحم المصريين خلف قيادتهم وجيشهم يعزز مناعة الدولة أمام أي تهديد خارجي أو محاولات للتأثير على الموقف الوطني. فالجيش المصري، بدعمه الشعبي الكامل، يمتلك القدرة على حماية حدود البلاد وصون أمنها القومي، فيما تمثل القيادة السياسية صمام الأمان الذي يوازن بين خيارات الردع والحفاظ على الاستقرار.
إعلان إسرائيل السيطرة على غزة بلا شك يعيد رسم ملامح المشهد الإقليمي، لكنه لا يعني بالضرورة أن الحرب بين مصر وإسرائيل على الأبواب. فالقاهرة تتحرك وفق سياسة واعية تحافظ على أمنها واستقرارها، مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة لحماية مصالحها الوطنية. وفي قلب هذه المعادلة، يبقى تلاحم الشعب والجيش والقيادة هو الضمانة الأولى لعبور هذه اللحظة التاريخية بأمان.