حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : ”كأس العالم للأندية يكشف الفجوة


جاءانطلق الدوري المصري أول أمس الجمعه بعد انتهاء
بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، بشهر تقريبا ومع ا انطلاق المنافسه المحلية بدا الفرق واضحًا في المستوى الفني التكتيكي وهو ما أظهر أيضا الفرق بين من يؤمن بالمواهب ويستثمر فيها، ومن يضيعها بإهمالٍ واستهانة. البطولة العالمية التي شهدت تألق لاعبين صاعدين من مدارس كروية عالمية تؤمن بالتخطيط والتطوير، أعادت تسليط الضوء على أزمة حقيقية في عالمنا العربي: *ضياع المواهب الرياضية تحت مقصلة "الواسطة والمحسوبية"*.
في أمريكا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، تبدأ رعاية اللاعب من سن الطفولة، بمؤسسات متخصصة، وكشافين مدربين، وبرامج تدريبية علمية. هناك لا يُسأل الطفل عن اسم عائلته أو من يعرفه من المسؤولين، بل يُنظر إلى قدمه، وعقله، وانضباطه. وهكذا يخرج نجوم بحجم فينيسيوس، ومبابي، وجود بيلينغهام، وكلهم أبناء مؤسسات رياضية رعتهم منذ البدايات.
في المقابل، ماذا لدينا؟ آلاف المواهب تُقصى في اختبارات الأندية لأن مقاعد الفرق "محجوزة"، ومدربين يتجاهلون الموهوبين لغياب "الدعم"، وملاعب مهترئة، ونظام اختبارات عشوائي. لاعبون بلا واسطة، يُقال لهم منذ البداية: *"مفيش مكان... روح العب في الشارع!"*
إن الانعكاس الخطير لهذا الإهمال يظهر في:
- تراجع أداء المنتخبات العربية رغم الشعبية الهائلة للعبة.
- غياب محترفين عرب في الدوريات الكبرى، إلا في استثناءات نادرة.
- استنزاف الأندية للملايين في استيراد لاعبين أجانب بدل الاعتماد على أبناء البلد.
*ما الحل؟*
يبدأ الإصلاح من الاعتراف بالخلل. ثم تأتي الشفافية في اختبارات الناشئين، وإخضاع كل لاعب لمعايير واضحة لا تخضع للمجاملات. ويجب أن تتحول الأندية إلى مصانع للمواهب، لا منابر للمحاباة.
لقد أثبت كأس العالم للأندية أن كرة القدم الحقيقية تُصنع بالعقل والمنهج، لا بالقرابة والوساطة. والسؤال الذي يبقى: *هل نمتلك الشجاعة لتغيير الواقع قبل أن نخسر جيلاً جديدًا من النجوم؟*