دكتور رضا محمد طه يكتب: عندما يستاء نتنياهو من غارات جنوده علي المستشفى


عجيب بل يدعو للدهشة ويستدعي مقولة "انتحار المنطق" عما قاله نتنياهو لما قام به جنوده أمس في الغارة على مستشفى ناصر بخان يونس بغزة والتي قتل خلالها عشرين فلسطينياً بينهم خمسة صحفيين، حيث وصف نتنياهو ذلك بأنه حادث مأساوي وسوف يجري تحقيقاً، أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد أبدى استياءه لهذا الحادثة المأساوية قائلا للصحافيين"لست راضيا عنها...ولا أريد أن أراها...وفي نفس الوقت علينا أن ننهي هذا الكابوس ".
تحدث نتنياهو وترامب وكما لو أن القتل والتجويع والتدمير والتهجير ليس عملا يومياً للجيش الإسرائيلي ونتنياهو علي غزة ، في ظل تواطؤ سافر وخيانة سافرة للضمير الحي وصمت القبور غير مبرر من العالم أجمع وهم يرون الإجرام والإبادة الجماعية تحدث عين اليقين وتبث علي شاشات الفضائيات ولا يحركون ساكناً سوي الشجب أو الإدانة ذرا للرماد في العيون، وحتى لو تجرأت بعض البلدان مثل جنوب افريقيا أو المواطنين في البلدان الغربية علي التظاهر والاعتراض ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم به يوميا، تجد من يسعي لطمس تلك المحاولات الشجاعة والإنسانية ضد جرائم نتنياهو اللا إنسانية.
في سياق شعور نتنياهو بالمأساة نحو قتل الأبرياء والصحافيين بالمستشفى، يستدعي للذاكرة مقولة شائعة وهي " عندما تتحدث العاهرة عن الشرف" وهي مستقاة أكبر الظن من مقولة صاغها الفيلسوف جورج برنارد شو حيث قال "المرأة العاهرة أكثر الناس حديثاً عن الشرف ". ولأن المجرمين إذا ما كانوا في السلطة غالباً ما يتحدثون بكلمات ترتدي قناع الرحمة والطيبة والعدالة والمساواة وغيرها من الكلام الجميل، لكن في الحقيقة هي كلمات تحمل في طياتها وتنطوي علي طبائع الغدر والخيانة تخرج من أفواه ونفوس تخلو من ضمير حي أو أية أخلاق شريفة ولديها شهوة البقاء في السلطة حتي لو كانت علي حساب آلاف الضحايا الأبرياء كما أن لديها نزوع متجذر نحو الانتقام وإبادة الآخر.