الأحد 7 سبتمبر 2025 09:09 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة هبة الله حجاج تكتب : ( ماذا لو )

دكتورة هبة الله حجاج
دكتورة هبة الله حجاج

ماذا لو عشنا بلا نقود وتعاملنا بالمقايضة فقط كما كنا من قبل؟
لطالما كانت النقود أداة أساسية في حياتنا اليومية، فهي الوسيط الذي يربط بين احتياجاتنا وما نرغب في الحصول عليه. لكن، ماذا لو استيقظنا ذات يوم لنجد أن النقود لم تعد موجودة، وقد اختفت تماما وأن الطريقة الوحيدة للتبادل هي المقايضة؟ في هذه الحالة، سيصبح كل فرد مضطرًا للبحث عما يمتلكه ويستطيع تقديمه للآخرين مقابل ما يحتاج إليه. قد يستبدل شخص خدمته في إصلاح الأجهزة مقابل طعام، بينما يبادل آخر كتبًا بملابس أو أدوات منزلية. بلا شك، سيعود المجتمع إلى بساطتة القديمة، حيث لا قيمة لشيء إلا بقدر فائدته المباشرة. لكن في الوقت نفسه، ستظهر صعوبات كبيرة. فماذا لو لم أجد شخصًا يحتاج ما أملكه ويملك في المقابل ما أريده؟ هنا ستتعقد المعاملات، ويصبح الحصول على الاحتياجات اليومية تحديًا كبيرًا. أن المقايضة قد تعزز التعاون وتعيد للإنسانية معنى المشاركة، والتضامن والترابط لكنها ستبطئ عجلة الاقتصاد وتقلل من فرص التوسع والابتكار. فلن يكون من السهل بناء مصانع أو شركات كبرى بنظام قائم فقط على التبادل العيني. ورغم ذلك، قد تخلق المقايضة روحًا جديدة من التضامن بين الناس، وتجعلهم أكثر تقديرًا لما يملكونه بالفعل، بعيدًا عن لهاث جمع المال.
في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكن أن يعيش العالم بلا نقود؟ ربما نظريًا نعم، لكن عمليًا ستظل النقود الوسيلة الأيسر لتنظيم حياتنا، وتيسير امورنا وتحقيق رغباتنا حتى وإن كانت المقايضة تحمل سحر البساطة المفقود الذى اصبحنا نفتقده اليوم بشدة.

دكتورة هبة الله حجاج ( ماذا لو ) الجارديان المصرية