وجيه الصقار يكتب : عيد الفلاح..وأثيوبيا أيضا !


من الأقدار المؤلمة أن يتوافق عيد الفلاح المصرى 9سبتمبر مع احتفالات أثيوبيا بافتتاح سد النهضة الملعون، الذى ابتلع معظم نصيبنا من نهر النيل الخالد، أساس الزراعة والتنمية المصرية عبر آلاف السنين، لنصل إلى هذه الخيبة القوية بحسن أو سوء نية، فالفلاح أفنى عمره جيلا بعد جيل، فى سد احتياجات مصر من الغذاء عبر العصور وحقق أعلى إنتاجية فى محاصيل العالم، لتأتى مؤامرة عالمية صهيونية لقتله وشعب مصر، مع سوء إدارة وجهل فى التعامل معها، فإن مصر فى الأساس بلد زراعى بطول تاريخها حتى إن الصناعات التى نجحت فيها ارتبطت بالإنتاج الزراعى، لينتهى أى أمل فى الزراعة الوطنية على يد إثيوبيا التى وصفت سد النهضة الكبير بأنه نصر جيل كامل للشعب ورمز للوحدة الوطنية، وعهد جديد للتنمية والطاقة ودليل على قوتها ووزنها الإقليمى، بعد أن أعطت مصر لها فرصا متعددة بالسطو على نهر النيل روح المصريين، وتخريب زراعة أكثر من 2 مليون فدان، وتدمير الحياة بالكامل فى مصر الزراعية، مع فقر غذائى شامل، لولا الحرب بالسودان وترك نصيبها دون تخزين، وتدفقه إلى مصر، فى هذه المناسبة المؤلمة لا ننسى تاريخ الفلاح والذى حقق فى تاريخها الاكتفاء الذاتى، فلم نعرف الدقيق والخبز واللحوم المستوردة مع الديون، وهو من حفر القناة بالسخرة ومات فيها، وأمن معيشة المصريين وهو وقود الحرب، وله دوره المهم في الاقتصاد والزراعة وتنمية المجتمع، وكان 9 سبتمبر يوم انتصار، لإنصاف حياة ملايين الفلاحين من العبودية، بتوزيع الأراضي الزراعية عليهم ، ومع ذلك ظل مهدرا فى حياته وإنتاجه وظروف معيشية مستحيلة. مصر كانت تحتفى بالفلاح صمام أمن الاقتصاد بالحفلات، ومعارض المنتجات الزراعية. فهو تاريخ من التضحية والصبر، والعمل، لنصطدم بسد الموت للمصريين، وافتتاحه ببساطة لنتجه لمزيد من الاستيراد والديون بغباء وسوء إدارة، بلا تقدير لدوره في بناء الوطن، والحفاظ على هويتنا الزراعية. أصبحنا مطالبين باتخاذ إجراءات عملية لصون حق مصر التاريخى فى النيل فالسكوت مؤامرة ..