دكتور رضا محمد طه يكتب: العناية بالأسنان تقي من النوبات القلبية

حالات النوبات القلبية في تزايد مستمر على مستوى العالم، ففي عام 2022 ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية توفي حوالي عشرين مليون شخص حول العالم بسبب أمراض القلب، 85% من تلك الوفيات تعود إلى السكتة الدماغية والنوبات القلبية. وقد ربطت دراسات سابقة العدوي البكتيرية كعامل خطر الإصابة بأمراض القلب وخطر تراكم اللويحات الشريانية. وتعرف النوبة القلبية طبياً بإسم احتشاء عضلة القلب وتحدث عندما يصعب أو يمنع وصول الدم إلي القلب، ويتم انسداد الشرايين نتيجة لتكون جلطات دموية أو تشنج أو تراكم اللويحات نتيجة تراكم الكوليسترول علي جدران الشرايين والتي تعرف بتصلب الشرايين مؤدياً إلي مرض الشريان التاجي.

دراسة جديدة كشفت أن بعض أنواع البكتريا التي تتواجد في الفم والحلق تحفز النوبات القلبية، عندما تصل تلك البكتيريا إلي مجري الدم في الجسم يزيد عامل الخطر للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. نشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة جمعية القلب الأمريكية.
نظرا لتطور أساليب وطرق الكشف والتحليل الميكروبيولوجية علي المستوي الجزيئي مما سهل تحديد الحمض النووى للبكتيريا في كميات صغيرة من العينات البيولوجية حيث أسفرت عن ربط النوبات القلبية بوجود بكتريا الفم والحلق كمحفزات لها، حيث اكتشف الباحثون تواجد بكتريا العقديات من مجموعة فيريدانز viridans group Streptococci في الفم واللعاب ولويحات الاسنان وتعمل كمستعمرات مبكرة في تراكم الأغشية الحيوية علي الاسنان المعروفة باسم لويحات الاسنان، حيث كانت تلك البكتيريا الاكثر شيوعاً في عينات لويحات الشريان التاجي لعدد 121 شخص توفوا نتيجة لسكتة قلبية مفاجئة.

عندما تتواجد هذه البكتريا في الغشاء الحيوي تكون آمنة داخله ولا تسبب أي ضرر للفرد، لكن يتغير الوضع بشكل كبير عندما ينشط الغشاء الحيوي لسبب أو لآخر ثم يبدأ في إنتاج جيل جديد من البكتيريا التي تنطلق من الغشاء الحيوي متسللة إلي اللويحات التصلبية مسببة التهابا يمزق اللويحات ويؤدي إلى تكوين خثرة أي جلطة دموية، وكشف الباحثون أنه بالرغم من أن بكتريا الفم العقدية الخضراء مفيدة حيث تساعد في الحفاظ على توازن صحي في الفم والجسم والجهازين التنفسي والهضمي، إلا أنها تلعب دورا خفيا في تحفيز إلتهاب الشريان التاجي، ولا يوجد لقاح معتمد ضد هذه البكتريا، لذا يوصي الباحثون بعلاج أي عدوى بكتيرية نشطة في الوقت المناسب فور حدوثها، حيث أنه من المرجح أن تشمل عدوي الاسنان البكتريا العقدية الخضراء بالإضافة إلى بكتريا أخري موجودة في الفم، وأن التهابات الاسنان الشديدة يمكن أن تؤدي إلى وجود بكتيريا في الدم، لذا فإن علاج التهابات الاسنان في الوقت المناسب مفيد جدا وكذلك العناية بنظافة الفم واللجوء إلى علاج الاسنان عند الضرورة يساعد الناس على حماية أنفسهم من العدوى البكتيرية المسببة للنوبات القلبية.