وجيه الصقار يكتب : التقييمات فشل مؤكد للتعليم


حسب وزارة التعليم يبدأ تنفيذ أداء التقييمات المطلوبة من المدرسين، لتبدأ معركة خرافية تعتمد على الشكليات التى تجهد المعلم و تضيع وقت الطالب فى 24 تقييما أسبوعيا وعلى مدار الترمين، إضافة إلى 3 نماذج مختلفة وكذلك 12 تقييما واختبارين للفصل الواحد أسبوعيا مقترنة بتوزيع كتيب لكل مادة، يحتوى مختلف التقييمات والأداء المنزلى على جميع السنوات الدراسية، ونتخيل أن تلك المهام لفصل واحد، فكيف مع جدول مدرس به 7 فصول، ولو كان قردا ما أمكنه تنفيذ التقييمات، وكذلك الحال مع طلاب كل فصل، لن يقدم شرحا اوتعليما، حتى يذكرنا بما فعله "وزير الفنكوش" الأسبق، الذى دمر الجيل بالكامل تحت مشغوليات "التابلت" دون أى تعليم، فخرج أضعف جيل تعليما من الثانوية العامة وظهرت نتائجه الضائعة بالجامعات، لتكتمل خطة وزير الفنكوش الجديد لعام دراسى بلا علم أو تعليم، فى تقييمات يومية مع استحالة التنفيذ سوى الشكليات من الطالب والمعلم، فالوزير ولجانه مشكلتهم دخول الفصول للتفتيش فى كراسات الطلاب وكتابة التقييمات والواجبات واحدا واحدا، دون السؤال أو متابعة الشرح او التعرف على مستوى الطلاب العلمى فى المادة، ويمر العام كله فى شكليات تعليم بلا تعليم ، لذلك يرى المعلمون أن الفكرة فاشلة بجدارة ومضيعة للوقت، فلا وقت لشرح الدرس، والإجابة على تدريباته المكدسة والدروس والتدريبات بالكتاب، فضلا عن استحالة تنفيذ برنامج علاجي للتلاميذ الضعاف في الفترة الدراسية. أما فى نهاية الأسبوع يجرى3 نماذج امتحانات، بكتابتها على السبورة، وتصحيح الإجابات ورصد درجاتها في دفتر أعمال السنة، ثم فى نهاية الشهر يعقد امتحانا آخر بإعداد التوجيه فى 3 نماذج أيضا..هذا جهد جنونى والنتيجة إصابة المدرس بالأمراض المزمنة والسكتات القلبية والموت كمدا قبل المعاش، فضلا عن تعقيد جيل كامل من التعليم، مطلوب من المدرس أن يكون "رجل المستحيل"، فى تنفيذ التقييمات والواجبات والإملاءات والتعليمات، ويأخد الغياب كل أول الحصة، متى يشرح الدرس ويناقش الطلاب فى حصة أقل من 30 دقيقة فى معظم المدارس ؟ وفى نفس الوقت يضبط الفصل، فما أن يرجع لمنزله تكون واجباته أكثر من الاولاد فى التحضير وتصحيح التقييمات، لنتأكد أننا فى الطريق الخطأ، فالتركيز على الشكليات تكشف مستوى الضحالة فى فهم التعليم وأهدافه وشرح الدروس ..ليكون الناتج صفرا مع طاحونة الهواء عديمة الفائدة..