د . هانى المصرى يكتب : السيسي .. رجل السلام في زمن الصراع


---------------------------
في منطقة طالما عُرفت بالاضطراب وتبدّل التحالفات والصراعات المفتوحة، برزت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كقوة استقرار عقلانية، تدعو إلى الحوار حين يختار الآخرون المواجهة.
ورغم أن العناوين الرئيسية كثيرًا ما تنشغل بموازين القوى والحروب، فإن القاهرة كانت تعمل بهدوء لإعادة رسم خريطة السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.
لقد امتدّ الأثر الدبلوماسي للسيسي من غزة إلى طرابلس، ومن الخرطوم إلى مقديشو، ووصل حتى دهاليز المفاوضات الحساسة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كل ذلك يجعله — بحق — مرشحًا طبيعيًا لجائزة نوبل للسلام، لا على سبيل المجاملة الرمزية، بل تقديرًا لجهود ملموسة ومستدامة حالت دون اندلاع الحروب، وسعت لإعادة بناء الدول وحماية كرامة الإنسان.
القضية الفلسطينية: رفض التهجير والتمسك بالهوية
في ذروة الحرب على غزة، حين انقسم العالم بين الصمت والتصعيد، اتخذت مصر موقفًا نادرًا وشجاعًا.
فقد رفض الرئيس السيسي بشكل قاطع أي مقترحات للتهجير القسري لسكان غزة نحو سيناء، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والهوية العربية.
وبدلاً من الانخراط في لعبة الضغط والمصالح، تحولت القاهرة إلى الوسيط المركزي بين إسرائيل وحماس والدول الغربية، لتقود مساعي التهدئة وفتح الممرات الإنسانية، وتؤكد من جديد أن صوت مصر لا يزال الأكثر اتزانًا في العالم العربي.
وساطة هادئة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
بعيدًا عن الأضواء، أدّت القاهرة دورًا دبلوماسيًا دقيقًا في تخفيف التوتر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورغم أن التفاصيل تبقى محدودة، إلا أن العديد من الدبلوماسيين الغربيين يعترفون بأن مصداقية مصر كوسيط محايد ساهمت في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، ومنعت انهيار الحوار في أكثر الملفات حساسية في المنطقة.
توحيد ليبيا ودعم استقرار إفريقيا
في الملف الليبي، دافعت القاهرة بقيادة السيسي عن مبدأ الحل السياسي بدل العسكري، انطلاقًا من رؤية تؤمن بأن وحدة ليبيا شرط أساسي لاستقرار المنطقة بأسرها.
كما لعبت مصر أدوارًا فعالة في دعم الصومال ومساندة السودان خلال أزمته الأهلية، عبر مبادرات إنسانية وسياسية متزنة، أثبتت أن النفوذ المصري في إفريقيا يقوم على التعاون لا الهيمنة.
رؤية واقعية من أجل سلام مستدام
يتميّز نهج السيسي في السياسة الخارجية بأنه براغماتي وإنساني في آنٍ واحد.
فهو لا يسعى إلى سلام دعائي مؤقت، بل إلى سلام حقيقي يقوم على الحوار والتنمية والاحترام المتبادل.
هذه الرؤية الهادئة قد تفتقر إلى الدراما الإعلامية، لكنها تحقق نتائج مستقرة تتجاوز عمر الإدارات السياسية.
لماذا يستحق الاعتراف الدولي؟
إن منح جائزة نوبل للسلام للرئيس عبد الفتاح السيسي سيكون أكثر من تكريم شخصي؛
إنه اعتراف بدور مصر كقوة استقرار عقلانية في زمن الانقسام العالمي، ورسالة بأن السعي إلى التوازن والحوار لا يزال ممكنًا.
إنه تقدير لقيادة تفضّل القوة الهادئة على الصخب، والاستقرار على المغامرة، والمصالحة على المزايدة.
وختاما يا سادة
في زمنٍ تتآكل فيه لغة الدبلوماسية وتتصاعد فيه نذر العنف، أثبتت مصر أنها الركيزة الهادئة لاستقرار الشرق الأوسط.
إن ما يقوم به الرئيس السيسي — من حماية المدنيين في غزة، إلى رأب الصدع في ليبيا، وتثبيت الحوار في إفريقيا — يمثل جوهر السلام الحقيقي الذي تسعى إليه الإنسانية.
وإذا كانت جائزة نوبل تُمنح لمن يمنع الحروب لا لمن يعلنها، فإن اسم عبد الفتاح السيسي يستحق أن يكون في مقدمة المرشحين لها.