الأحد 9 نوفمبر 2025 09:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. عادل القليعي يكتب : من الذي قال ذلك.؟!

د. عادل القليعى
د. عادل القليعى

من خلال مطالعتي لمواقع التواصل الاجتماعي ، وانشغالي بموضوع المذيعة المتنمرة على الرجل الصعيدي وزوجه وجلبابهما.
لاحظت على الجانب الآخر من اعتبر أن هذا الموضوع ملهاة واشتغاله لصرف الناس عن الحديث في موضوعات مهمة ، كارتفاع أسعار بعض السلع وزيادة أسعار المحروقات .
والحديث عن الانتخابات البرلمانية وغيرها من الأمور التي تهم الوطن.

لكن أود أن أقول كلمة لله... المواطن أصبح على دراية ووعي شبه كامل بما يجري من حوله من أحداث سواء محلية أو إقليمية أو حتى دولية.

فالعالم الآن بات قرية صغيرة في ظل عالم التكنولوجيا الحديثة والثورة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي ، فأصبح من خلال ضغطة زر ، أصبح يتابع كل ما يحدث على كآفة الأصعدة والمستويات.

أما أن هناك من يريد صرفه وصرف انتباهه عما يدور حوله من أمور تمس حياته المعيشة كأن يصدروا له مواقف بعينها لصرف نظره بعيدا عما يجري ويدور حوله ، فأقول لمن يعتقد ذلك أنه جانبه التوفيق في ما ذهب إليه ، فالطفل الصغير إذا استوقفناه وسألناه عما يحدث حولنا سيرد وسيجيب إجابات قد لا يستطيع الكبار إدراك فحواها.

ولى عصر استحمار الشعوب أو استغباءها من خلال شخص بعينه يطل برأسه على شاشات التلفاز فيقول كلمتين ليس لهما أي قيمة من أجل أن ينشغل الناس بما يقول وتمتلأ مواقع التواصل بالقيل والقال والمهاترات فهذا ليس كلاما منضبطا.

فنجد على سبيل المثال هناك من خرج علينا طاعنا في العلوم الإنسانية قائلا ما حاجتنا إلى دراسة التاريخ والجغرافيا والفلسفة ، فهل هذا الطرح الغبي يترك هملا ولا نرد عليه ، رددنا بمقالات نشرت في الصحف المصرية ، ولولا ردودنا عليه ما خرج وقدم اعتذارا مبررا خطأه أو كما يقول لم يكن مقصده ذلك ، أيا كان مقصده ، لكن كان ينبغي الرد عليه.

أو كمن يخرج علينا ويفتي بأباطيل هل نتركه ولا نرد عليه.
وكثيرة هي الفتاوى الظيزى الباطلة ، فهل مثلا نترك من يعبث بثوابت القرآن ولا نرد عليه.؟!، أو كمن يعبث بسنة النبي صلى الله عليه وسلم أو كمن يستهزأ بكتاب الله ويحرقه ويدنسه ويقطع صفحاته الشريفة.!

هكذا فعلنا مع من تطاولت متنمرة على الرجل وزوجه وجلبابهما ، وأنهما لا يعبران عن هوية وشخصية مصر ، فكان لزاما علينا الرد ، النتيجة خرجت معتذرة.

أما الانشغال بقضايا وهموم الوطن فهذا دأب وديدن كل مفكر مخلص يتمنى الخير لوطنه ، فلماذا لا نكتب عن الانتخابات البرلمانية وما الذي يمنعنا من الكتابة ، لماذا لا نتكلم ونناشد الحكومة بضبط الأسعار لرفع العبء المعيشي عن كواهل البسطاء.
لماذا لا نكتب عن قضايا التعليم والاقتصاد والاجتماع والثقافة والجامعات.
ما الذي يمنعنا ، حتى إذا لم نجد منافذ للنشر ، راجعوا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، الجميع يكتب ويتحدث ويناقش وينظر وينتقد وقد يصل بالبعض إلى السباب.

إن المطالع لمقالاتي أنا شخصيا سيجدني قد تناولت كل هذه الموضوعات بمنتهى الدقة والموضوعية وخرجت مقالاتنا بتوصيات لو أخذت مأخذ الجد لتغير حالنا على المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي.

إن الأوطان لا تبنى بالانتقادات فقط ، وإنما تبنى بجانب النقد من نجده مصيبا نرفع له القبعة ومن يخطئ نوجه له نقدا بناءً لعله يعدل من فكره ويعدل من سلوكه.
أليست هذه هي الديمقراطية.
استقيموا يرحمكم الله.

أستاذ الفلسفة بآداب حلوان.

د. عادل القليعي من الذي قال ذلك.؟! الجارديان المصرية