الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : أيها الإسكافي , لا تتجاوز حدود النعل !!
منذ فترة ليست بالقصيرة والنوم ليلا أصبح عصيا علي ، لذا أقضي ليلي إما كاتباً أو قارئاً أو متصحفا لوسائل التواصل .
ونظراً لكثرة المعروض علي شاشات وسائل التواصل و هشاشته ، فإني أحياناً أمر به مرور الكرام دون اكتراث أو تمعن ، إلا أنني وجدت نفسي أمام مقطع متلفز يلاحقني ويستدرجني للمشاهدة وما إن بدأت الإصغاء وللحقيقة لأول مرة أدرك الفرق عمليّا ما بين السمع والاستماع ومفهوم الإصغاء، فالسمع هو ما يتعالى من الأصوات بكل ما فيها من نشازات وشواذات لفظيّة تتناهى عنوة إلى مسمعك كما يحصل عندما يتعارك أبناء الشوارع ورواد القهاوي ، وسائقي الميكروباصات ، حيث لا حرمة لاختيارك في تقريب الصوت او إبعاده بل حينها يكون السمع اللا إرادي!!
أمّا الاستماع بتقديري فهو احترام رغبة الآخر في المشاركة بمسألة تحتاج إلى شاهد يشاركها الإدلاء بحياديّة وفق حيثيات المسألة التي يطرحها صاحبها بشكل او بآخر.
أما الإصغاء فهو التماهي مع الراوي بكامل حواسنا ومدركاتنا وشغفنا واهتمامنا بفائق العناية - إما لغرابة ما يقول أو لأهميته ــ حيث نتحول بكلّيتنا كما يقال إلى “آذان صاغية .
فأصغيت ؛ فإذا بي أسمع كلام منفلت من عِقال القواعد البروتوكولية، والقيود الاجتماعية، لمسؤول سعودي دأب منذ فترة أن يتكلم بإسم الشاردين عن القطيع ، والخارجين عن السرب الجمعي ، معتنقي المذهب المخالف ، حتي اضحي إمام هذا المذهب .
ولا غرو أن أصبح اكبر أمثولة لتجسيد قول المتنبي لكل داء دواء يُستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها !!
فمنذ فترة وحماقته تطال رموز رياضية واقتصادية وثقافية وسياسية ، ولا يعنيني الأمر ولا يحفزني علي الرد ، باعتبار أن كل إنسان له الحق في الرد عن نفسه أو السكوت عنه !؟
إلا أن التطاول على مصر هو الذي دفعني للرد علي هذا الشوال ، ــ ولولا هذا ما شغلني - فهو من فرط غبائه ، نسيّ أنه دخل مُعتركاً رهيباً ؛ إذ دفعته حماقته لتشويه إنجازات الشعب المصري ، وتسفيه دوره التاريخي ، والتنكر لحضارته التي تسد عين الشمس ، فلا يعترف بمدرسين علموه وعلموا آباءه وأجداده ، ولا أطباء ، ولا مهندسين هندسوا حتي الحرم المكي الشريف ، ولا مفكرين ، ولم يعجبه منه سوي أشباه فنانين استغلهم ( لجهلهم وفقرهم) أسوأ استغلال ظنا منه أنه ينتقم من الفن المصري الذي صنع لمصر ظهيرا دوليا امتد ليصل حتي إلي غير الناطقين بالضاد .
وهكذا أثبت هذا الشوال أن حالته خطيرة ، إذ أثبت بما لا يدع مجالاً للشك ، حقيقة إصابته بعقدة الدونية والتقزم ، ويعاني من لخبطة في مفاهيمه ، وانعدام رؤيا ، وشلل في البصيرة ، وانسداد في قنوات الوعيّ ، وجلطة في شرايين الفهم ، واسهال في التصريحات العفنة ، ويحتاج إلي سرعة التداوي والعلاج ، بأن يختفي من المشهد تماماً ، حتي لا يُسئ إلي العلاقات الوطيدة والحميمية بين بلدين شقيقين عظيمين ، هما رمانة ميزان هذه المنطقة !!.
ونحن إذ كنا نسمح له بالحديث في بعض جوانب الحياة المصرية ، فإننا كنا نتمثل معه دور الرسام اليوناني أبيلّيس، والذي سمع لاسكافي ببعض الملاحظات علي أحد لوحاته
فقام بتصحيحه أمام الجمهور شاكراً للإسكافي ملاحظته ، لكن هذا الأخير ، وأمام إعجاب الناس بملاحظته ، تمادى في تقديم المزيد من الملاحظات حول أخطاء أخرى رآها في اللوحة ، فكان ردّ الرسام عليه بمقولته الشهيرة : أيها الإسكافي , لا تتجاوز حدود النعل , هذه العبارة تعني " لا تتجاوز مجال خبرتك أو تتدخل في أمور لا تفهمها أو لا تملك المعرفة الكافية بها، وهي في الوقت نفسه ، تحذير لمن يحاول أن يكون ناقدًا أو معترضًا في أمور خارج نطاق تخصصه!!
ألم يُعدّ هذا المثل الشعبي من الأمثال الحكيمة التي تنطبق على الاسكافي الرياضي والأراجوز الفني , ويحمل في طياته دلالات عميقة تتجاوز معناه الحرفي ، وهو دعوة صريحة إلى الإلتزام بالحدود ، وعدم التطفل على ما لا يخصه ، وإدراك حجمه ، وفي جوهره ، يدعو المثل إلى التخصص واحترام الأدوار ، فكما أن الإسكافي يبرع في صنع الأحذية وإصلاحها فإن لكل مهنة اختصاصها ولكل فرد موهبته ، وإن محاولة تجاوز هذه الحدود تؤدي غالباً إلى الفوضى ،وتدهور العلاقات.
من هنا ينظر لهذا المثل كبوصلة أخلاقية أكثر من مجرد مثل شعبي , يرشد الأفراد والمجتمعات نحو سلوكيات قويمة , ويحث على التأني قبل الإقدام ، والتمعن في العواقب ، وتقدير الذات دون غرور ، وتقدير الآخرين دون حسد ، لاسيما في هذا الوقت الراهن الذي يشهد تحديات كبيرة في المنطقة تحتاج إلي تضافر الجهود لا إلي تشتت الأفكار ، لذا أعد هذا المثل صوتاً للحكمة ، يدعو إلى الإلتزام بالمبادئ الأساسية , والتوازن , واحترام أدوار الجميع لبناء مجتمع أكثر استقراراً وتقدماً .
تبقي كلمة صغيرة :
جزء من الخسارة التى تلحق بالبلدان أنها تركن إلى الحديث عنها أو التحدث باسمها الي بعض الخرص أو البكم أو إلي بعض الموترين الذين لا يجيدون الحديث حتي عن أنفسهم ، فأني لهم بالحديث عن دولهم . ولا أجد حرجا أن اقترح علي هذا الشوال أن يأخذ بأبن جلال المسمي بياسر ويذهبا في سابع كسحة ، ليتوارا عن المشهد خزيا علي عييهم اللساني وسقمهم الفكري ، فالتخين تنكر للشعب المصري الذي علم كل المنطقة بأكملها بل وملايين من أبناء الأمة ، والطويل الهبيل يهفو بما لا يفهم و لا يعي بأن الجزائر أرسلت قوات كوماندوز في ٦٧ إلي ميدان التحرير للدفاع عن رجال وسيدات الشعب المصري . ألا شلت ألسنتكما بما هفت ، وتحدثت بدون علم أو وعي !؟












مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بشارع التسعين بالقاهرة
24 نوفمبر.. الحكم على المتهمين في قضية فيديو الفعل الفاضح على...
«الداخلية»: ضبط 116 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة بالمحافظات
تطلب الطلاق لأنه خانه خانها مع زوجة اخيها
سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم في البنوك
أسعار الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 7 نوفمبر
اسعار الذهب مساء اليوم الأربعاء فى محلات الصاغة
توقيع اتفاقية مصرية إيطالية لإنتاج الغاز الحيوي ودعم الطاقة النظيفة