الخميس 4 ديسمبر 2025 01:56 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وصفى هنرى يكتب من فيينا: حكايتى مع الفاجومى

الكاتب الكبير وصفى هنرى
الكاتب الكبير وصفى هنرى

#(أحمد فؤاد نجم ٢٢ مايو ١٩٢٩ -٣ ديسمبر ٢٠١٣)


كنت استمع على استحياء وفى الخباثة على أغانى الشيخ إمام بدأت بأغنية جيفارا مات وتوالت اغانية بقرة حاحا ومصر يا بهية و غيرها وبدات الاهتمام بكاتب الاغنيات احمد فؤاد نجم حيث كانت أشعاره خاصة التى كتبها فى الحقبة الناصرية وبعدها تتداول سرا رغم اننا كنا نسمع ان شعره واغانى الشيخ امام كانت تباع اشرطة فى تونس وباريس , ظهرا الأثنان على مسارح الجامعات فى اوائل السبعينات لكنهما كانا يودعان السجن بعد كل حفلة .. كنت أرى ان كلاهما كان سببا فى شهرة الآخر ... لكننى كنت مفتون بشجاعة نجم حين قرات فى ًأشعاره التى كتبها عن هزيمة ٦٧ وكانت أكثرها تأثيرا و عمقا رغم اننى لم اسجن يوما ولم اكن يساريا فى حياتى .. اتجمعوا العشاق فى سجن القلعة خاصة بعد ان غناها الشيخ امام من كلمات الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد .
ذات يوم فى نهاية ١٩٧٥ بداية ١٩٧٦ كنًت فى منزل صديقة العمر والزمن الجميل ماجدة شحاتة هارون فى حضور شقيقتها نادية وصديقة عمرهما هالة الكيالى .. وكان مجلس نميمة ابطاله ٣ بنات عن احمد فؤاد نجم كنت فيه مستمتعا و مستمعا فقط وكان موضوع النميمة زواج احمد فؤاد نجم من فتاة بنت بشوات معرفتهم " ، قطع النميمة والد ماجدة المحامى والثائر اليساري شحاته هارون مهللا انه قد حصل على شريط لآخر اغانى الشيخ امام و ابو النجوم ، كان عن زيارة ريتشارد نيكسون لمصر التى كان مطلعها
" شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووتر جيت
عملولك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت
سمعناها اكثر من مرة وبدأنا نغنيها معه لكننى كنت اصمت واخجل حين تأتى جملة" تتقصع فيه المومس والقارح والمندار "
عندها بدات رحلة عشقى لاحمد فؤاد نجم وحين غادرت مصر الى النمسا فى نهاية العام ١٩٧٩ تعرفت على صديقة من تونس اسمها سلوى لعريضى ( بدون ألف ) ، كانت سلوى تمدنى دائما باحدث شرائط الشيخ امام وكنا نعقد جلسات غنائية فى بيتى في ڤيينا ونحن ننشد ب(حماس) ونصفق بقوة مع أنشودة يا فلسطينية البندقانى رماكم
التقيت احمد فؤد نجم فى منزله فى صيف 2003 ... وقد رتب لى هذا اللقاء شقيقى وجيه Wagih Henry حيث كان وقتئذ مديرا لفرع البنك الاهلى بالمقطم وكان نجم عميلا فى البنك بجنيهاته القليلة .. اصطحبنا فيه صديقة وجارة العمر منى عريان , كانت رحلة شاقة اصعب من رحلة حوش قدم حيث كان علينا ان نصعد سلما خشبيا متهالكا إلى وكره على سطح منزله , كنا أربعة منى ووجية و احمد فؤاد نجم وأنا وشخص خامس كانت مهمته أن " يرص له " .
كانت ليلة من الف ليلة كنا ننصت لهذا الأسطورة الفاجومى عن رحلة حياته من مولده حتى التقينا وعلاقته برؤساء مصر وفترات سجنه والرؤساء العرب وزيجاته وعشقه للنسوان وأشياء أخرى , امتعنا بحكايات شيقة وأشعار قرأناها وحفظناها عن ظهر قلب لكن بصوت ابو النجوم لها سحر خاص . وختم اللقاء بإهدائى أخر نسخة من كتابه " الفاجومى " موقعا بخط يده .
ابو النجوم اتذكرك ليس فقط يوم مولدك ويوم رحيلك فأنت فى القلب دائما حتى وان تغيرت قناعاتي ١٨٠ درجة .
إيه اللى فاضل عالجنة


وصفى هنري
ڤيينا ٢٤ هاتور ٦٢٦٧
٣ ديسمبر ٢٠٢٥

4c19275ca064.jpg
752a93c537cc.jpg
f36115212718.jpg
وصفى هنرى احمد فؤاد نجم الفاجومى الجارديان المصرية