الأحد 14 ديسمبر 2025 05:40 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

زكريا سليمان يكتب : الإسلام دين النظافة والطهارة.

الكاتب الكبير زكريا سليمان
الكاتب الكبير زكريا سليمان

إن الإسلام دين عالمى بامتياز لا مثيل له ، فهو يدعو إلى النظافة والطهارة من كل دنس ، بل جعل النظافة علامة من علامات الإيمان .
، ومن منا لا يحب النظافة ، فإن النظافة بلاشك علامة أيضا من علامات التحضر
، والرقى فإن الأفراد ، أو المجتمعات التي لا تهتم بالنظافة ، فهى مجتمعات متخلفة إيمانيا ، وحضاريا ، وعلميا ، وفكريا ، واقتصاديا ، وصحيا ، وتربويا ، وثقافيا ، وهى
مجتمعات كسولة ، ومتواكلة ، تتسوّل كى تعيش على فضلات الغير .. أعطوهم ، أو منعوهم !
فإن هذه المجتمعات لا وزن لها ، ولا قيمة ، مهما ادعت من كلمات برّاقة منمقة ،
، أو تغنّت بماض عريق ، وتراث بائد للآباء ، والأجداد ، كمن يبكى على أطلال
ليلى ، فلن ترجع ليلى ولم تبن الأطلال ! ولم يؤكل الحنضل على أنه فاكهة ، ولا
يشم البصل على أنه ورد جميل برائحة المسك ! ومن يزرع الشوك ، فلا
يحصد إلا العلقم ، وكان الأولى لهم ، والأجدر ، أن يزيلوا غبار الجهالة عن
عقولهم ، وأفهامهم كى يفهموا المعنى الحقيقى للنظافة بمعناها الشامل ، وليس بمعناها الضيق ، الذى يقتصر على نظافة المظهر ، والهيئة ، تاركين نظافة
الجوهر ، والمخبر كالذى يسكن في حىّ راق ، ومنزله ممتلئ بجميع أنواع الحشرات !
وقد يفهم البعض أن النظافة : هي نظافة البدن ، ونظافة الملابس ، بل إن النظافة في الإسلام : تشمل ذلك ، وأكثر ، بل أجلّ ، وأعظم ، ولكن النظافة الحقيقية ، هي نظافة المظهر ، والمخبر معا ، أي أنها نظافة وطهارة شاملة من ألفها إلى يائها تبدأ من
نظافة العقل ، والفكر ، وتهذيب النفس ، والروح ، ثم البدن ، والملبس ،
ويتوازى مع ذلك نظافة الأسرة ، والأبناء في كل ما سبق ، ثم نظافة البيت ، وإزالة الأذى ، وكل ما يضر الناس من الشارع ، ونظافة مكان العمل ، والإتقان فيه ، ثم نظافة البيئة المحيطة ، وعدم الإضرار ، أو الإفساد بها .وقد لخص لنا الرسول الكريم كل ذلك بكلمات موجزة قليلة ، ويمكن أن نستنتج منها ما أمكن لك أن تستنتجه ، وبيّن أن الإسلام كله مبنىّ على النظافة ، فقال "الإيمان
بضع وسبعون شعبة أعلاها قول "لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"
يقول رسولنا ص "إن الله جميل يحب الجمال" وقد كان رسولنا الكريم
نموذجا حقيقيا للنظافة كى نحتذى به ، فقد كان يتطّهر ، ويتسوّك ، ويضع المسك ،
ومن أسماء الله تعالى "المحسن" فهو يحسن صنعته ، ويتقن خلقه ، فإذا تأملت على سبيل المثال لا الحصر ، خلق تلك السماء التي تظلنا ، وهذه الأرض التي
تقلنا ، أو تتأمل تلكم الجبال الشاهقة ستجد أنها تفوق قدرة البشر ، بل تفوق قدرة الإنس ، والجن وسيقفون أمامهم منبهرين ،وعاجزين ،
فسبحان الخلاق العظيم !
يقول عن نفسه "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء"
فهذا هو معنى النظافة بمعناها الحقيقى ، وهذا هو الإسلام الراقى المتحضر فما أروع ذلكم الدين ! وما أجمله !

زكريا سليمان مقالات زكريا سليمان الإسلام دين النظافة والطهارة الجارديان المصرية