الخميس 25 أبريل 2024 01:14 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين الزيات المالكى يكتب...” الدراما المصرية - اصلاح وتهذيب لا خيانة وتعذيب”

الكاتب حسين الزيات المالكى
الكاتب حسين الزيات المالكى

منذ زمن طويل والدراما المصرية تغزو البحار والمحيطات لتعرف وتعلم العالم العربى والجاليات المصرية والعربية المقيمة بالخارج المثل العليا فى التهذيب واضعه برنامج اصلاح لشتى مواضيعها والسبب اخرجت لنا كتاب قصة عمالقة امثال محفوظ عبد الرحمن واسامة انور عكاشة ومحمد صفاء عامر وغيرهم من عمالقة القصة ومعالجة الاحداث التى تصب فى صالح المجتمع والصالح العام فأخرجوا لنا أعمال ظلت وستظل انهار نستمد منها ينابيع الحياة لكونها تجسد بداخل المجتمع مفهوم القيم وتضع الحلول التى تفيد الاسرة المصرية والعربية فى طرح مطابق للواقع قدموها لنا فنانون من الزمن الجميل امثال حمدى غيث وعبد الله غيث يوسف شعبان والكثير من العمالقة حتى لا اتناسى احد فالقائمة تطول والاعمال لا حصر لها كالضوء الشارد المال والبنون ذائب الجبل وغيرها من الاعمال التى تعج بها مكتبة الدارما المصرية

لكننا بين ليلة وضحاها ومنذ قيام ثورة يناير تبدلت احوالنا لتغير واقعنا المؤلم لتتحول الاعمال الدرامية المصرية لتجسد لنا الخيانة فى ابهى صورها كما تصف لنا البلطجة على انها اسلوب حياة.

ليصاب المجتمع المصرى بحالة من الانفلات الاخلاقى صدره لنا بعض الفئات والتى يطلق عليهم البعض نجوم الشباك وقد امتدت ايديهم لتطول السينما المصرية والتى كانت ذات يوم مصدر من مصادر الدخل القومى وتقتحم اروقتها عبر منتجين غايتهم حصد الغنائم وجنى الاموال بشتى الطرق لا يهمهم فى المقام الاول سوى جمع المال وبث السموم فى جبين المجتمع .

نحصد من خلف اعمالهم حالات من الجرم البين ويكشف لنا النقاب عن الفرق الشاسع فى مضمون الاقلام وما تنقله من واقع الشخصية المصرية لتبين الفرق الواضح بين الامس واليوم فى من كان يعالج ليصلح ومن يكتب ليهدم. ان حصاد رمضان والذى يعج بالاعمال يلفت لنا الانتباه على ان حصادهم منذ عشر سنوات لم يقدم لنا ما يضيف للجتمع شئ يناقش من خلفه القضايا الشائكة بل يزيد عليه قصص من وحى خيال الكاتب يجسد ادوارها فنانون تخصصوا فى اظهار البلطجة على انها عامل من العوامل المؤثرة بالمجتمع حاصدين من خلف اعمالهم اموال طائلة علاوة على تدمير جيل كامل من الشباب تغيرت كل ملامح سلوكهم ومهما حاولت الاسرة او المدرسة علاج الاثار السلبية لما تفعله بنا الدراما المصرية فى هذه الحقبة من الزمان لن تستطيع تغيير شئ.

لتضع لنا الاعمال علامة استفهام وطرح نقدمه الى من يهمة الامر داخل بيت الفن المصرى لنعود بعدها ونطرح سؤال هام اين الرقابة على المصنفات الفنية والتى حجبت الكثير من الاعمال على مر السنين الماضية حتى لا تلوث قيم المجتمع لتقف دائما بالمرصاد لكل من تسول له نفسه هدم الفن المصرى ووضعه خارج التصنيف او تدمير اجيال مصرية تتطلع للامال والحياة بنشر الجرائم المتنوعة من خلال اعمالهم بدلآ من صنع اعمال تجعلهم يتطلعون للمثل والوصول الى غايتهم فى امل مشرق كما كان بالسابق والدليل تكشفه لنا الاعمال والتى ظلت تعمل على علاج المشاكل والجرائم التى عصفت يومآ بالمجتمع المصرى وضعه فى المقام الاول اعتبارات يسير عليها المجتمع حتى وقتنا هذا.