الثلاثاء 16 أبريل 2024 02:36 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

من أوراق المحضر رقم «١٣» أحوال سيدى جابر يوم ٢٤مايو1989

حمادة أمام يكتب :حكاية بنت اسمها شريهان

الكاتب الصحفى حمادة إمام
الكاتب الصحفى حمادة إمام

بعد غياب لسنوات طويلة وطول انتظار ، أطلت شريهان على جمهورها من جديد بإعلان تابع لفودافون جسدت فيه بطريقة استعراضية تجربتها من خلال تعرضها لحادث شديد ونقلها إلى المستشفى لتقوم ببعض العلاجات وتعود بعدها.
لا يكاد يذكر اسم شريهان إلا ويذكر معها اسم علاء مبارك، الذى يقال إنها رفضت الزواج منه حينما تقدم إليها، وفي رواية أخرى قبلت الزواج ولكن أسرة علاء رفضت ذلك .
صحيفة "الفجر" اكدت أن قصة الحب لم تكن مع علاء بل مع شقيقه جمال
ففي عام 1988 التقطت صورة نادرة يظهر جمال مبارك، نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في كواليس تصوير مسلسل «ألف ليلة وليلة»، والذي دار حول قصة «فاطيمة وحليمة وكريمة»، ويبدو عليه الشغف والاهتمام خلال متابعته تصوير شيريهان لدورها في المسلسل.
قيل أن شغف جمال مبارك بشريهان، كان سبب دعوة صفوت الشريف، الذي كان وزيرا للإعلام وقتها، له لحضور تصوير فوازير شيريهان،
كما ذكرت الصحيفة تفاصيل قصة تعرف جمال على شريهان، مشيرة إلى أنه أنه تم عن طريق صديق مشترك بينهما وهو عمر طنطاوي الذي كان يدرس مع جمال في الجامعة، وعمل كمديراً في ملهى ليلي تسهر فيه شريهان بعد انتهائها من مسرحية "عشان خاطر عيونك" مع النجم فؤاد المهندس.
كما ورد ايضاً، أن شريف طنطاوي شقيق عمر، تزوج من ريم ابنة شقيقة شريهان، مما دفع شريهان إلى تولي مهمة تنظيم حفل الزواج الذي أحياه كل من الفنان المصري عمرو دياب والمغربية سميرة سعيد والراقصة دينا، ودعي له جمال ولكنه لم يحضر بناء على تعليمات من والدته سوزان بالابتعاد عن الفنانة شريهان.
وحاول البعض الربط بين الحادث الذي تعرضت له شريهان وهذه العلاقة، ولكن الفنانة الاستعراضية نفت كل هذا الكلام قائلة: «إنه لا دخل له بالحادث الذي تعرضت له وكان يؤدي بحياتها لولا عناية الله التي أنقذتها»، وذلك وفقًا لما ذكرته في حوار صحفي لها مع مجلة «كلام الناس».
و رغم نفى شريهان وجود اى دور لعلاء مبارك فى الحادث الذي تعرضت و كاد أن يؤدي إلى شللها التام، فإن الأمر الامر المثير للدهشة هو إصرارها على تشجيع المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير 2011 للمضي قدما حتى يسقط النظام تماما،
..................................................
وعندما نعيد تقليب صفحات أوراق رقم «١٣» أحوال سيدى جابر والمقيد جنح تحت رقم ٢٨٤١ جنح قسم محرم بك، نكتشف العديد من الأسرار والحكايات عن اصابة شريهان ومن كان يقف وراء الإصابة التى ابعدتها لاكثر من 19عام واجريت مايزيد عن مئة عملية
تقول أوراق الرائد/ أحمد السعدنى محرر المحضر:
فى الخامسة من صباح يوم ٢٤/٥/١٩٨٩ وردت إلى القسم إشارة من مستشفى المركز الطبى بسموحة بوصول كل من حسام أبوالفتوح وشريهان أحمد الشلقانى والاثنان مصابات إثر حادث، وعليه انتقلنا إلى المستشفى.
وفى المستشفى تم سؤال مدير أعمال حسام أبوالفتوح شاهد هذه الواقعة وهو ناصر فتحى قنديل والذى قال عن تفاصيل حدوث الواقعة أنا كنت مع الأستاذ حسام فى السيارة الخاصة به فى اتجاهنا ناحية القاهرة من الإسكندرية وأثناء سيرنا فى بداية الطريق الصحراوى مدخل القاهرة الإسكندرية كان يقود السيارة السائق الخاص به تعرض لسيارة كانت قدامة من الاتجاه المعاكس وتستعمل الإضاءة العالية وأدى ذلك إلى انحراف السيارة واصطدامها بكوم من الرمل كان موجودا على يمين الطريق وأدى ذلك إلى انقلاب السيارة كما أدى إلى حدوث إصابة الأستاذ حسام وكانت معنا الفنانة شيريهان.
...............................................
شيريهان خورشيد كان لها رأى آخر حول الواقعة وتنفى أن يكون هناك أى علاقة تربطها بحسام أبوالفتوح سوى الصداقة وتؤكد أن الصحافة والفبركة الصحفية كانت السبب وراء فسخ خطبتها من الرجل الذى كانت مخطوبة له كما أساءت بطبيعة الحال إلى السيد حسام أبوالفتوح والسيدة الفاضلة قرينته خاصة وأن الواقعة ليست كما تصورتها الصحف.
وتضيف شريهان
«ما أحزنني أن البعض كل أسف.. لم يبحث أو يستفسر عن صحتي بقدر ما بحث ونقب.. و«فبرك» قصصا ولفق حواديث حول ظروف الحادث.. فقالوا إنني كنت «سكرانة» وهذا غير صحيح.. وقالوا إن حسام أبو الفتوح كان معي فى السيارة.. وهذا لم يحدث! وسألوها: إذن ماذا حدث؟
تقول شريهان.. إنها كانت بصحبة سكرتيرها الخاص فى سيارة متجهة بها إلى القاهرة فى الرابعة صباحا.. حتى تكون فى القاهرة فى الموعد المناسب لبدء امتحانها فى الكلية والذى يبدأ عادة فى التاسعة صباحا. وقد اختارت هذا الموعد المبكر.. حتى يمكنها أن تصل إلى مسكنها فى القاهرة نحو السادسة مثلا.. فترتاح قليلا.. وتأخذ حماما.. ثم تراجع بعض المواد التى سوف تمتحن فيها فى الكلية.. ومن ثم تتوجه إلى لجنة الامتحانات فى الموعد المحدد.
كانت السيارة تطوى الطريق الصحراوي.. فى هذه الساعة المبكرة من أول النهار (بعد الفجر بقليل). وعند الكيلو ٢٠.. فوجئت شيريهان بسيارة نقل تجر وراءها مقطورة فى مواجهتها تماما.. ولأنها كانت تقود سيارتها بسرعة كبيرة.. فقد فشلت فى تفاديها.. فانحرفت إلى اليمين.. فى حركة مفاجئة.. مما أربكها.. وهز عجلة القيادة فى يدها محاولة دون وعى منها.. أن تدوس فرامل. وكان هذا كفيلا بانحراف السيارة أكثر.. لولا لطف الله.. لحدث ما لم تحمد عقباه.. ولكن السيارة لحسن الحظ.. اصطدمت بجبل من الرمال المعدة لرصف بعض الطريق. مما خفف من الصدمة.. وإن كانت إصابتها حتى هذه اللحظة كما تقول أوراق شيريهان.. لم تكن ظاهرة.. وإنما هى من هول المفاجأة والصدمة معا.. لم تكن تدري بما حدث.. وأسرع سكرتيرها الخاص الذى كان يركب إلى جورها.. ليخرجها من السيارة.. وسبقته هى إلى الخلاص منها.. ولكنها كانت فى حالة من الإعياء الشديد.. فسقطت فوق أكوام من الحجارة.. انهار بعضها على جسدها.. فأصابتها فوق ما أصابها.. بجروح وكسور.. ومما اضطر سكرتيرها الخاص إلى الاستعانة بأفراد أسرتها ولكنه لم يفلح.. فخطر له أن يصل بأحد الأصدقاء.. ولاح له (بالصدفة) اسم حسام الدين أبوالفتوح.. الذى كان موجودا بالإسكندرية.. فحضر على الفور.. وحدث ما حدث لشريهان.
الناس لم تصدق التفاصيل التى وردت فى محضر الشرطة خاصة وأن طبيعة الإصابات التى وجدت فى جسم شريهان وحسام أبوالفتوح فتحت الباب على مصراعيه لوجبة دسمة من النميمة فى ضوء التقارير الطبية والتوصية التى طالب بها الأطباء بضرورة سفرها للعلاج فى الخارج من الإصابات التى جاءت فى العمود الفقرى والحوض والصدر وكلها إصابات لابد وأن تترك وراءها عاهات مستديمة ولا يعرف على وجه التحديد هل حدثت بفعل فاعل وبأيد محترفة ومدربة تعرف أماكن الوجع. أم أنها جاءت بسبب سقوط الطوب والزلط؟!
ومع ارتفاع حرارة الصيف وبداية اختفاء نسمات الربيع فتحت مجالس النميمة وطارت الشائعات لتطوف أنحاء مصر وكانت أكثر الشائعات انتشارا ما نشرته الصحف التى قالت:
نشب خلاف بين فنانة استعراضية شابة وأحد رجال الأعمال المصريين، بعد أن اكتشف أن الميون دولار التى أعطاها لها لكى تسدد ديونها لرجل أعمال أجنبى.. أن الديون كلها ليس لها أساس من الحقيقة وأن الفنانة الاستعراضية الشابة قد حصلت على مليون جنيه أخرى من نفس رجل الأعمال الأجنبى الذى ادعت أنها مديونة له، بعد أن أقنعته بنفس الحجة.. أنها تريد أن تسدد بها ديونها إلى رجل الأعمال المصرى.
ولما كشف رجل الأعمال المصرى.. هذه اللعبة الدنيئة.. واجه الفنانة الاستعراضية الشابة بها.. فتصاعدت بينهما المواجهة حتى وصلت إلى مشاجرة عنيفة، تم فيها تدمير أثاث الفيللا التى تقيم فيها الفنانة على الشاطئ.. وانتهت فصول الخناقة.. بأن قام رجل الأعمال المصرى المخدوع.. بإلقاء الفنانة الاستعراضية الشابة من نفاذة الطابق العلوى للفيلا.
وعقبت المجلة الأسبوعية على الواقعة بقولها:
وقد صورت المشاجرة.. بعد ذلك على أنها حادث أليم!
ونمسك بهذا الخبر.. ونحن نعاود التقليب فى أوراق صحفية حاولت تغطية الحادث الخطير.. وتفسر غموضه.. فأطرافه كما قالت إحدى المجلات الأسبوعية الصادرة فى ٣يونيو ٨٩ أى بعد الحادث بأسبوع واحد.. أطراف اثنين على الطريق.. والقدر قد تدخل ولعب لعبته لإفشاء «الحدوثة» على الرغم من انكار طرفي الواقعة لما قد يدور فى الأذهان من نفى المصابة لاستضافة رجل الأعمال لها فى سيارته الخاصة، وتأكيد المرافق لأقوال شريهان وتساءلت المجلة: والغريب أنهما قد تناسيا أن هناك محضرا رسميا يؤكد الصحبة بأقوالهما فيه.. فلماذا الإنكار؟
والحقيقة من البداية يشير إليها المحضر الرسمى الذى حقق الواقعة.. (١٣ أحوال سيدى جابر).. وقد أدلت فيه الفنانة شريهان بأقوالها بالحرف الواحد.. حينما سئلت عن سبب إصابتها فقالت: «أنا كنت أستقل السيارة مع حسام أبوالفتوح ومدير أعماله فى اتجاهنا إلى القاهرة. وفى بداية الطريق الصحراوى فوجئنا بانقلاب السيارة وكان ذلك فى الساعة الرابعة إلا ربعا صباحا.. وذلك أمام مدير أعمال حسام.. وسائق سيارته»!
وبسؤال حسام قال: أنا فوجئت بالحادث لأنى كنت راكبا فى المقعد الخلفى ومعى شريهان وفوجئت بانقلاب السيارة!