السبت 27 يوليو 2024 04:39 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : تغير المناخ وتأثيره علي صحة الإنسان

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يجمع العلماء بأننا في عصر الاحتباس الحراري والظواهر الجوية الشديدة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلي الآثار المدمرة لما يقوم به الإنسان أنشطة تضر بالبيئة وتبعاتها او عواقبها علي الصحة. ومنذ اتفاقية باريس عام 2015 تصدر التقارير السنوية لتقييم الوضع البيئي والمناخ كي يكون صناع القرار والحكومات الموقعة علي الاتفاقية مسؤلين عن الالتزامات التي تعهدوا بها بعد الاتفاقية.
تقرير لانسيت The Lancetوالذي ظهر في أكتوبر 2021 قد سجل تعميق التفاوتات في جميع مناطق العالم حيث أوضح ان الاحتباس الحراري لا يزال مصدر قلق، كما أكد التقرير علي الأضرار الناجمة عن الحرارة الشديدة والكوارث الطبيعية ذات الصلة والتي حدثت علي مدار العامين الماضيين بما فيها التأثيرالمباشر وغير المباشر علي الصحة العقلية والبدنية والطرق التي يساهم بها في انتشارالعدوي والأمراض المعدية المنقولة عن طريق الحشرات وغيرها من النواقل.

تشير التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المعروفة اختصارا ب IPCC بتجاوز الأحداث المناخية المتطرفة الناجمة عن الاجراءات البشرية حيث تسجل مستوي الحرارة العالمي باعلي مما يتصور الانسان والتي وصلت الي واحد ونصف درجة مئوية مما جعل الارض اكثر سخونة مقارنة بفترة ما قبل الصناعة وما ترتب علي ذلك من تاثيرات سلبية في جميع انحاء العالم علي إنتاجية مختلف القطاعات الغذائية بما في ذلك قطاعات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك مما ادي الي تفاقم انعدام الامن الغذائي.

وفقا لبيانات صدرت من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء "ناسا" فإن معظم الاحتباس الحراري حدث فجأه علي مدار 40 عاما الماضية نتيجة للنشاط البشري الذي ادي الي زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري, وقد تراكمت تلك الغازات في الغلاف الجوي مثل غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان والتي تقوم بإمتصاص الحرارة ولا تسمح للحرارة التي تأتي من الشمس إلي الأرض بأن تنعكس مرة أخري للفضاء اي تحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض مما يؤدي لارتفاع درجة الحرارة وهذا جزء من تغير المناخ.

ويخلص الباحثون الي ان تغير المناخ يؤثر في النهاية "تأثير الدومينو " علي سبل عيش الناس وامنهم الغذائي وكذلك يؤثر على حصولهم علي مياه نظيفة وكلها ضرورية للصحة. هذا ويتسبب ارتفاع الحرارة في ذوبان الأنهار الجليدية وزيادة في مستويات سطح البحر وموجات الحر البحرية وفيضانات كارثية والتي تعرض حياة في المناطق الساحلية للخطر وتؤثر كذلك بالتزامن مع إرتفاع مستوي علي النظم البيئية البحرية بما يؤثر علي عمليات الصيد وتقليل توافر الموارد البحرية للمجتمعات الساحلية فضلا علي زيادة حالات الجفاف في مناطق مختلفة تؤدي الي فشل المحاصيل وفجوة في سلاسل الإمداد الغذائي.

وقد حذر الأطباء من إرتفاع الحرارة الشديدة والذي يؤثر على الجسم بصورة مباشرة ومفاجئة ويتمثل في نقص صوديوم الدم الي مستوي غير طبيعي بسبب التعرق الكثير، كما تشير الادلة علي ان الجهاز المناعي في الجسم يتأثر بارتفاع الحرارة مما يهيء الفرصة لحدوث العدوي بالميكروبات وبالأخص الفيروسات ويتاثر كذلك الجهاز الهضمي بتغير المناخ وما يترتب علي ذلك زيادة في نفاذية الحواجز الهضمية في ظل الحر الشديد وبالتالي زيادة القابلية للعدوي من خلال الجهاز الهضمي وأمراض الكلي خاصة للذين يعملون في الحقول والهواء الطلق اثناء الظهيرة حيث ارتفاع الحرارة فضلا علي تفاقم أعراض الحالات العصبية مثل الصرع والصداع النصفي ومرض باركنسون والزهايمر وفوق ذلك زيادة مخاطر الوفاة والمرتبطة بهذه الحالات من الأمراض العصبية.

دكتور رضا محمد طه تغير المناخ صحة الإنسان الجارديان المصرية