د.كمال يونس يكتب : وكر الأفاعي
الجارديان المصريةاستكثر مدير الفرقة إسناد مسرحية لصديق عمره، لايكف عن الترديد في أسي، أنه قد حضر عفريتا لايستطيع صرفه،لجأ لكل حيلة كي لايخرج العرض المسرحي للنور ،اتصل بالنجمات اللائي وافقن كي يعتذرن طعنا في المخرج ،مقللا من إمكانياته وقدراته، أتي بممثلين للأدوار الثانية ليضعوا العراقيل مطالبين بتغيير النص وزيادة مساحة أدوراهم ،صمم كل من المخرج والمؤلف على إنجاز العرض مهما واجهوا من صعاب وعراقيل نصبها لهم ،حاول التأجيل حتى وافقت بطلة المسرحية وصممت على المضي قدما ، لكن نجما أصر على القيام بدوره حتى لو لم يتقاض أي أجر إكراما لصداقته المخرج ،وإعجابا بالنص، بالفعل خفس بأجر البطل والمؤلف الأرض، أما العقبة الكبرى كانت أمره للمخرج أن يبحث عن دار عرض بالإسكندرية ليقدم عليه المسرحية ،صبر المخرج وإصراره حول مسرحا مهجورا إلى دار عرض لائقة ، وعلى الرغم من اتفاق الصحفيين المشرفين على صفحات المسارح بتجاهل العرض والكتابة عنه بإيعاز من مدير الفرقة، ونكاية في رئيس هيئة المسرح ، انتصرت الإرادة ،نجح العرض نجاحا ساحقا ، أوغر صدر مدير الفرقة وشلته،ليصدر أمره بإيقاف العرض الناجح جماهيريا دون مبرر،لم يسمح بعرضه في القاهرة ،حتى المركز القومي للمسرح أعد كتابا تأريخيا لإنتاج المسارح والعروض التي قدموها ،حسدا من عند أنفسهم لم يذكروا تلك المسرحية فائقة النجاح ،طمسا لتاريخها، لمخرجها ،لمؤلفها الذي لملم أوراقه وهجر وكر الأفاعي.