السبت 27 يوليو 2024 04:24 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د.كمال يونس يكتب : فضفضة طلل

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

هام بها منذ رؤيتها أول مرة بكلية الحقوق حيث كانت تدرس،كان متخرجا للتو من كلية الشرطة ، وطبعا من عائلة شرطية تضم مختلف الرتب من بدايتها لأعلاها، وأراد أن يقدم للدراسات العليا، جذبه فيها رقيها ،جمالها ،رزانتها،جديتها، تودد إليها ، راقبها فترة طويلة تأكد له رقيها خلقها العالي، علم أنها تنحدر من عائلة مستورة ،والدها تاجر لديه محل لتجارة الملابس الجاهزة، تزوجا ، اشترط عليها عدم العمل في المحاماة أو غيرها من الأعمال،لشكوكه وغيرته ،مدعيا أن ذلك لمصلحتها كي لا تتعب ، يكفيها أن تتفرغ لتربية أبنائها، رزقهما الله بأبناء ،ضابط ، محامي ،معلمة، محاسبة،كانت أما ،زوجة مثالية ، لم تنبث ببنت شفة عن أسرار بيتها ،الكل يحسدونها على سعادتها، فجأة بدت متوترة ، عافت الطعام ،أصيبت بالضغط ، أكزيما عصبية ، رأي الطبيب أنها تعاني من ضغوط نفسية كبيرة ،لابد لها من الفضفضة،لمن؟!!!،وقد توفى والديها بعد عدة سنوات من زواجها ،شقيقتيها يقيمان في محافظات بعيدة ،شقيقها يسكن بعيدا عنها ،يجاهد في الحياة من أحل لقمة العيش، خاصة بعد بيع المحل الذي ورثوه عن والدهم ،وتسديد ديون للتجار الآخرين والضرائب ،وانتهى بها الأمر أن يعمل بائعا في محل كان يملكه أبوه، نصحها الطبيب بالتردد على معالجة نفسية، انفجرت أمامها في بكاء ونشيج حاكية عن معاناتها مع زوج متكبر ، قاس حتى مع أشقائه وشقيقاته، يتعامل معها كمتهمة دائما بماذا ،أو لماذا ، تلك طبيعته في عملة طفت ،طغت على تصرفاته في بيته،ناهيك عن تعاليه عليها ، معايرتها دوما بأنها أقل منه اجتماعيا ،ويجب أن تحمد الله على تنازله بالزواج منها !!!!!، كل أقرانه تزوجوا من بنات أصحاب الرتب ، يعملن في أعلى الوظائف ،أما هو فقد تزوجها بنت تاجر عادي، ربة بيت،صارحت المعالجة النفسية أنها أخفت كل معاناتها عن أبنائها لكيلا يكرهونه ، كان قاسيا في معاملتهم ،كانت تهون عليهم ،كاتمة سر معاملته السيئة طوال سنين زواجهما ،طلب الطلاق غير وارد في قاموسها أو مفردات تفكيرها،حرصا على وضعها أمام أبنائها ،زوجاتهم ازواجهن، الطلاق مستحيل ، انهارت ، صرخت ما العمل ،أجيبيني ،كنت أتمناه سندا ظلا ، لكنه كان يحمله معولا يهدمني، لم يقدرني ،جعلني أتجرع سما بطيئا، ذلا ،ليس بالذي يصلح لحوار ،يده ولسانه يتصارعان ، عذرا أعلم أنه ليس لديك ماتنصحيني به ،أعلم شكرا أن سمحت لي بالفضفضة،لاعليك لكأنه قدر لي أن أعيش حياتي طلل روح معذبة.