د فتحي الشرقاوي يكتب: ليه مابنعرفش نفرح ؟!

شيئ غريب وعجيب..ان صحتك تبقى كويسه،،واولادك بخير،،ووضعك المهني جيد وعلاقتك الاسرية على مايرام..واحوالك الماليه مستقرة نسبيا، وشخصيتك تلقى القبول والتقددير ممن تتعامل معهم..الخ تلك المميزات
،ومع ذلك تشكو وتعاني من غلبة المود السوداوي وتعكير الصفو، وقد تصل للإكتئاب وعندما نسألك كيف تتم تلك المفارقه الغريبة ،تقول بمنتهى العفوية الخالية من اي مقدمات للمنطق ( مش عارف ليه‼️) ..مفيش حاجه اسمها مش عارف،،لأن إيمانك بجهلك للسبب سيجعلك حتما ترزح بإستمرار تحت وطأة هذا الشعور السوداوي القاتل..حاول معي تتعقل وتستوعب بعض النقاط بقلبك قبل عقلك.
اولا: لو تعمق كل منا بداخل نفسه سيجد بداخله مخزون من الاحداث العديدة بعضها احباطات واخرى إخفاقات ، ونظرا لان الماضي لا يموت ،
ونظرا لأن كل منا قد يلجأ بشكل او بأخر إلى ميكانيزم اجترار ذكريات ،بات من الواضح وجود فارق كبير بين شخصين الأول ينصب كل تركيزه على استدعاء ذكرياته الماضيه المؤلمه وبعث الحياة في تلك الاحداث واحيائها من جديد في صورة واقع معاش ،لكي نجده مهموما مكتئبا حزينا دون وجود مثيرات واسباب واضحه لحالته السوداوية، والشخص الثاني سيكون موده سعيد
( مزاجه منبسطا) نظرا لقيامه باستدعاء ذكريات ماضية كانت تتسم بالسعادة من مخزون ذكرياته القابعه بداخله، ( نظريه استدعاء الماضي ومعايشته في الحالي) لكل ماسبق بطلب منك ان تجرب بشكل مباشر...ان تجلس مع نفسك..وقم باستدعاء موقف سار سبق ان عايشته بكل ملامحه وانفعالاته الساره( نجاح اكاديمي،نجاح مهني،،زواج،انجاب للابناء،جوائز..الخوارصد حالتك المزاجية بعد اجتلابك واستدعائك لهذا الموقف السابق،،صدقني ستجد اثاره الساره بدأت تدب وتمسك بحالتك المزاجية الحاليه..والعكس يبدو صحيحا في نفس السياق..هل ادركنا الان اننا بأيدينا يمكن ان نكون سعداء او تعساء...
سنحاول في المرات القادمه تقديم تكنيكات اخرى ،يمكن من خلالها تحويل حالتنا المزاجيه من الكآبه والبؤس للسعاده والفرح...

مجردخاطره
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس