الإعلامى هيثم جويدة يكتب : منتهى الحرية..حين تُغتصب البراءة


في بعض اللحظات يصبح الصمت جريمة عندما نضعه ضمن الاختيارات، خصوصا عندما يرتبط هذا الصمت بجريمة تنتهك براءة طفل لا حول ولا قوه، لتتحول هذه الجريمة إلى جرح مفتوح في قلب المجتمع. جريمة الطفل ياسين لم تكن مجرد مأساة شخصية بل لحظة صادمة وضعتنا جميعا أمام حقيقة مؤلمة.. خطر قد يكون أقرب مما نتصور. ما حدث لياسين هز قلوبنا جميعا لا لأننا نعرفه بل لأننا رأينا فيه أبناءنا ورأينا في صمته صرخة تستغيث بالعدالة لتنقذ ما تبقى من براءه امتدت إليها يد ظالم ظن أن الجريمة سوف تمر بلا حساب ليثبت القضاء أن الدولة لا تتهاون حين تغتصب الطفولة. هذه القضية كانت صادمة ولكن طريقة تعامل الدولة معها كانت رسالة قوية لكل من تسول له نفسه الاقتراب من طفل بريء, كان الحكم حازما والإجراءات سريعة والعدالة نفذت دون تأخير لترفع عن ياسين شيئا من الظلم وتعيد لأسرته ولنا الطمأنينة في عدالة هذا الوطن. ولكن بعد تحقيق العدالة يبقى السؤال ماذا بعد كيف نحمي أبناءنا من أن يكونوا ضحايا في يوم ما ولتبدأ الحماية من داخل الأسرة وعلى الأهل أن يكونوا هم الملاذ الآمن لأولادهم لا مصدر الخوف أو التجاهل.. يجب أن نزرع في أطفالنا الوعي بجسدهم وحقوقهم والقدرة على التحدث إلينا دون خوف أو خجل ولابد أن نصغي إليهم ونلاحظ تغيرات سلوكهم ونفتح معهم أبواب الحوار الصادق. دون خوف. ومن ناحية اخرى يجب أن يشعر كل مجرم أن العقاب قادم ولن ينجو بفعله لا تحت مظلة الصمت ولا غطاء النفوذ.. ياسين ليس مجرد اسم في ملف قضية بل هو جرس إنذار يجب أن يوقظ المجتمع بأكمله فحماية أطفالنا ليست مسؤولية فردية بل واجب جماعي يبدأ من البيت ويمتد إلى المدرسة إلى القانون إلى الإعلام إلى كل صوت يستطيع أن يقول كفى في وجه الجريمة. تحية إلى ياسين إلى أهله الذين لم يصمتوا إلى كل قاض حكم بالعدل. أطفالنا ليسوا بحاجة فقط لقوانين تحميهم، بل لقلوب يقظة وضمائر لا تغفل.. من ياسين نبدأ، ولأجل كل طفل في هذا الوطن، سنظل نكتب ونحكي ونواجه، حتى لا تتحول صرخات الصغار إلى صدى في الفراغ.