لاتنسي
د. ولاء محمد عبد الرازق تكتب : العنف ضد الأطفال... أزمة عالمية تبحث عن حلول


يُعد العنف ضد الأطفال من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا في العصر الحديث، حيث تتعرض أعداد متزايدة من الأطفال حول العالم لأشكال متعددة من العنف، بما في ذلك الجسدي، الجنسي، النفسي، والإهمال.
فقد سجّل تقرير النيابة العامة في مصر لعام 2023 عدد 9106 قضية مرتبطة بالعنف ضد الأطفال، بزيادة عن 7931 قضية في عام 2022. وبلغ عدد الضحايا 9357 طفلًا، مع تصدر العنف الجسدي والجنسي لهذه الحالات.
وفي العراق: تم تسجيل حوالي 14 ألف حالة عنف أسري في عام 2024، منها 6% ضد الأطفال، مع تزايد مقلق في هذه الظاهرة.
وفي هايتي: شهدت البلاد ارتفاعًا بنسبة 1000% في حالات العنف الجنسي ضد الأطفال، حيث تحولت أجسادهم إلى "ساحات معارك" في ظل النزاعات المسلحة.
- وفي الإكوادور: ارتفعت معدلات جرائم قتل الأطفال بنسبة 640% خلال أربع سنوات، مع تسجيل 770 جريمة قتل في عام 2023.
والحقيقة إن العنف ضد الأطفال لا يقتصر على الأذى الجسدي، بل يمتد إلى آثار نفسية طويلة الأمد، مثل القلق، الاكتئاب، واضطرابات السلوك. كما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التحصيل الدراسي وزيادة احتمالية الانخراط في سلوكيات خطرة في المستقبل.
وعن جهود مكافحة العنف
في مصر: أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة خط نجدة الطفل (16000) لتلقي شكاوى العنف ضد الأطفال، حيث تلقت الإدارة العامة لنجدة الطفل خلال شهري يناير وفبراير 2025 حوالي 66,645 مكالمة، وتم التعامل مع 3,457 شكوى وطلب مساعدة. - وعالميًا: تعهدت أكثر من 100 دولة بالتزامات تاريخية لإنهاء العنف ضد الأطفال، مع التركيز على تعزيز التشريعات، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، وزيادة الوعي المجتمعي.
وأخير نقول إن العنف ضد الأطفال يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويتطلب تحركًا عاجلًا من الحكومات، المؤسسات، والمجتمعات. يجب تعزيز برامج التوعية، وتوفير الدعم للأسر، وتطبيق القوانين بصرامة لحماية الأطفال وضمان نشأتهم في بيئة آمنة وصحية.
حماية الأطفال ليست مسؤولية فردية، بل هي واجب جماعي يتطلب تضافر الجهود لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.