الأربعاء 2 يوليو 2025 05:27 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب: بالعقل أقول…( كلمة السر غزة ..!)

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

مفتاح السيناريوهات الأميركية للسلام الإقليمي هى غزة... و فى الوقت الذى يحمى فيه ترامب نتنياهو من تداعيات هدنة محتملة .. نجد ترامب يعي تماماً ، أن الترتيبات التي تعدها إدارته لتوسيع اتفاقات أبراهام ، و خصوصاً ضم السعودية إليها ، لن تصادف حظاً بالنجاح ، إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة ..

فغزة هى مفتاح السيناريوهات الأميريكية للسلام الإقليمي ... و ترامب يحمي نتنياهو من تداعيات هدنة محتملة
بعد أسبوع على الهدنة بين إيران و إسرائيل ، ينصب اهتمام الرئيس الأميريكي دونالد ترامب ، على ترجمة الواقع الجديد الناجم عن الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً معطوفة على الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية ، إلى مشروع إقليمي واسع ..
بعد كلام السفير الأميريكي لدى أنقرة توم بارّاك ، الذي يتولى ملفي سوريا و لبنان ، قال أن الضربات التي تعرضت لها إيران "فتحت طريقاً جديداً" في الشرق الأوسط ، و أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما سماه "النصر" على إيران يوفر "فرصاً" للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون لدى "حماس" في غزة .. و للمرة الأولى ربما منذ 7 أكتوبر 2023 ، يستقبل منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين تصريحاً لنتنياهو بارتياح ..
و بطبيعة الحال ، موقف نتنياهو ليس منفصلاً عن تشديد ترامب نهاية الأسبوع الماضي ، على أنه يريد اتفاقاً في غزة "في غضون أسبوعين".. و عندما يتحدث الرئيس الأميركي عن غزة ، يضعها أيضاً في مندرجات إقليمية أوسع تتصل بإيران ..
و ترامب يعي تماماً ، أن الترتيبات التي تعدها إدارته لتوسيع اتفاقات أبراهام ، و خصوصاً ضم السعودية إليها ، لن تصادف حظاً بالنجاح ، إذا لم توقف إسرائيل حربها على غزة .. و أكد المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن "أحد الأهداف الرئيسية للرئيس (ترامب) ، هي أن ينضم مزيد من الدول" إلى هذه الاتفاقات ..
و ترامب الذي انضم إلى حرب إسرائيل على إيران ، و وعد بـ"إنقاذ" نتنياهو من المحاكمة بتهم الفساد و طالب باصدار عفو عنه ، يتوقع أن يساهم ذلك في إضفاء بعض المرونة على موقفه من استمرار الحرب على غزة .. و كما بات معلوماً ، فإن نتنياهو يرى في الحرب حبل نجاة له من المحاكمة أو من التعرض للمساءلة عن الإخفاق في 7 أكتوبر ..

الآن ، و قد وفرت الحرب على إيران فرصة لنتنياهو للظهور بأنه منقذ إسرائيل من "التهديد الوجودي الإيراني".. و الوزير أرييه درعي زعيم حزب "شاس" لليهود الشرقيين المتشددين ، أعطى تفسيراً توراتياً للحروب الإسرائيلية واصفاً إياها بأنها "معجزات"..
كما ساهمت حرب إيران ، في تعزيز شعبية نتنياهو و شعبية حزب الليكود الذي يتزعمه .. و مع التأييد الذي يحظى به من ترامب ، فإن ذلك يمنحه نوعاً من الحصانة في مواجهة خصومه في الداخل ، ممن يتهمونه بربط حرب غزة ببقائه سياسياً ، فضلاً عن اتهامه بقيادة إسرائيل إلى حرب أهلية ..
و ما دام الحال كذلك ، يستطيع نتنياهو أن يقدم الآن ، أي وقف للنار في غزة على أنه سيحمل لإسرائيل مكاسب استراتيجية في السياسة ، لم تكن متوافرة من قبل ..

و يتحدث بارّاك كأن "السلام بين سوريا و لبنان و إسرائيل" ليس بعيداً ، و بصفته انعكاساً للتحولات الكبرى التي أحدثتها الحروب الإسرائيلية ، و للتراجع الإيراني ..
و هذا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يلاقي مواقف إدارة ترامب ، بالتأكيد على أن إسرائيل "مهتمة بإقامة علاقات ديبلوماسية رسمية مع سوريا ولبنان" ، مع تشديده على أن مصير هضبة الجولان لن يكون مطروحاً في أي اتفاق سلام ..
و مع ذلك ، كل شيء يعتمد الآن على غزة .. و الضغط العسكري الإسرائيلي في الأيام الأخيرة هدفه واضح لجهة دفع "حماس" إلى التخلي عن مطلبها الوقف الدائم للحرب ، و الاكتفاء بهدنة موقتة مع فتح باب التفاوض على هدنة أطول في هذه الأثناء ..
فليست غزة وحدها في مرمى التصعيد الإسرائيلي ، ذلك يشمل تزايداً في الانتهاكات الإسرائيلية لوقف النار في لبنان ، مع التهويل بتوسيع رقعة الاعتداءات ، للضغط على "حزب الله" و الدولة اللبنانية ، للتجاوب مع المطالب التي حملها برّاك في زيارته للبنان الشهر الماضي ..
بين سيناريوات السلام و الحرب ، لا شيء يقينياً بعد عن الوجهة التي ستتخذها الأحداث في المقبل من الأيام .

خالد درة بالعقل أقول…( كلمة السر غزة ..!) الجارديان المصرية