الخميس 15 مايو 2025 07:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.كمال يونس يكتب: المطاردة

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

كانت فرحته غامرة حين حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية قتل بحجة عدم توافر سبق الإصرار والترصد بدلا من الإعدام ، تمر السنوات عليه بالسجن ثقالا سخيفات بطيئات وكم من ليال طوال قضاها ينتظر الصباح خاصة بعدما جفاه النوم وعز وتملكه الأرق ،ويداهمه بين الحين والآخر شبح ضحيته بتفاصيل دقيقة مملة صورته لنفسه وحشا بهيميا ، كم تمنى الإعدام ليتخلص من معاناته ، لم يجد أمامه من مفر إلا بجريمة قتل أخرى وجد ضالته فأعد عدته لقتل فتوة العنبر إمبراطور الزنزانة فكم أهانه وأذله ،أنتهز فرصة استغراقه الشديد في النوم خاصة بعد تناوله حبوبا مخدرة، لف بسرعة خاطفة حبلا حول رقبته، دون تدخل من رفاق الزنزانة ،نجح في قتله ، لأنه اعترف أمام القاضي اعترافا كاملا لم يجهد المحامي الذي انتدبته له المحكمة، ولكن شهد زملاؤه في الزنزانة بأنه قتل دفاعا عن نفسه إذ كان الفتوة دائم التحرش بالقاتل،شهدوا زورا فرحا به وامتنانا لأنه خلصهم من رزالة وجبروت وتسلط الفتوة ،حكمت المحكمة بعقوبة سجن وليس بالإعدام ،بكى بكاء شديدا وانتهز فرصة العمل في طابق مرتفع بالسجن ليفر بسرعة خاطفة من الحراس ليلقي نفسه فرارا من مطاردة شبحي قتيليه.