الأربعاء 2 يوليو 2025 04:42 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

د عماد خماج. يكتب : إدماج التربية المسرحية في المناهج التعليمية وتوظيفها لتعزيز التعايش الحضاري فرصة عظيمة لتنمية شخصية الطلاب ومواجهة التحديات المجتمعية.

د عماد خماج
د عماد خماج

هناك العديد من التحديات التي تعيق هذا الإدماج، أبرزها:
التحديات المتعلقة بالمناهج والإطار التعليمي
* ضعف الاعتراف الرسمي: غالبًا ما يُنظر إلى المسرح المدرسي كنشاط ثانوي أو ترفيهي، وليس كعنصر أساسي في العملية التعليمية يساهم في بناء الشخصية وتنمية المهارات.
* غياب المناهج المتخصصة: هناك نقص في المناهج الدراسية المصممة خصيصًا لتدريس التربية المسرحية بطريقة ممنهجة، وكيفية دمجها في المواد الأخرى لتعزيز الفهم والتعايش.
* ضغط المواد الدراسية: المناهج الحالية عادة ما تكون مكتظة، مما يترك القليل من الوقت أو المساحة لإضافة مواد أو أنشطة جديدة مثل المسرح، ويجعل المعلمين يركزون على إكمال المقررات الدراسية التقليدية.
* صعوبة مسرحة المناهج: تحويل المواد الدراسية إلى نصوص مسرحية مناسبة وممتعة يتطلب مهارات خاصة وخبرة قد لا تتوفر بسهولة.
التحديات المتعلقة بالمعلمين
* نقص الكفاءات المتخصصة: يفتقر العديد من المعلمين إلى التدريب الكافي والخبرة في الإخراج المسرحي، أو كتابة النصوص المسرحية، أو حتى استخدام المسرح كأداة تعليمية فعالة.
* ضعف البرامج التدريبية: لا توجد برامج تدريبية كافية لإعداد معلمي مسرح متخصصين، أو لتدريب المعلمين الحاليين على كيفية دمج المسرح في فصولهم الدراسية.
* النظرة السلبية لبعض المعلمين: قد لا يقتنع بعض المعلمين بأهمية المسرح المدرسي ودوره في بناء شخصية الطالب، مما يعيق جهود إدماجه.
التحديات المادية والبنية التحتية
* غياب المسارح المجهزة: تفتقر العديد من المدارس إلى البنية التحتية اللازمة، مثل المسارح المجهزة أو قاعات التدريب المناسبة للأنشطة المسرحية.
* ضعف الإمكانيات المادية: تخصيص ميزانيات كافية للمسرح المدرسي، بما في ذلك شراء الأزياء والديكورات والمعدات الصوتية والإضاءة، يمثل تحديًا كبيرًا.
التحديات المجتمعية والثقافية
* النظرة المجتمعية للمسرح: قد ينظر بعض أولياء الأمور والمجتمعات إلى المسرح كنشاط ترفيهي بحت، أو قد تكون هناك تحيزات ثقافية أو دينية تمنع أو تحد من مشاركة الطلاب، خاصة الإناث، في الأنشطة المسرحية.
* نقص النصوص المسرحية المناسبة: هناك حاجة إلى نصوص مسرحية تتناسب مع الفئات العمرية المختلفة، وتعالج قضايا التعايش الحضاري، والقيم الإنسانية المشتركة، بأسلوب شيق ومناسب للبيئة التعليمية.
* التعاطي الكرنفالي: في بعض الأحيان، يتم التعامل مع المسرح المدرسي كحدث كرنفالي أو احتفالي فقط، مما يقلل من دوره التربوي والتعليمي العميق.
دور المسرح في التعايش الحضاري (تحديات وفرص)
على الرغم من أن التربية المسرحية تساهم بشكل كبير في تعزيز التعايش الحضاري من خلال تنمية التعاطف، وفهم الآخر، وتقبل الاختلاف، وتطوير مهارات الحوار وحل النزاعات، إلا أن التحدي يكمن في كيفية تفعيل هذا الدور بشكل منهجي ومستمر. يتطلب ذلك:
* اختيار نصوص مسرحية تعزز القيم الإنسانية: تركز على قضايا التسامح، واحترام التنوع الثقافي والديني، والتعاون.
* توفير فرص للطلاب لتجسيد شخصيات متنوعة: مما يساعدهم على فهم وجهات نظر مختلفة والتعاطف معها.
* تشجيع الحوار والنقاش: حول القضايا المطروحة في العروض المسرحية، وكيفية تطبيقها في الحياة الواقعية.
إن التغلب على هذه التحديات يتطلب تضافر الجهود بين صناع القرار التربوي، والمعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع بأسره، لإيمان حقيقي بأهمية المسرح كأداة تعليمية وتربوية فعالة في بناء أجيال واعية ومتسامحة وقادرة على التعايش الحضاري.

د عماد خماج إدماج التربية المسرحية في المناهج التعليمية وتوظيفها لتعزيز التعايش الحضاري فرصة عظيمة لتنمية شخصية الطلاب ومواجهة التحديات المجتمعية الجارديان المصرية .