الجمعة 4 يوليو 2025 09:31 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

عبير عماد تكتب : أسطورة الدجـــال عن قصة (الدجــــال) د/ كمال يونس

.الكاتبة  عبير عماد
.الكاتبة عبير عماد

(يبدأ المشهد بصوت آلة الكمان الحزينه ، ورجل يقف على يمين المسرح ،نحيف الهيئه اشعث الشعر والذقن ، متسخ الملبس، ممسك بيده كتاب ضخم وجهاز راديو صغير، وفوقه بؤرة اضاءه بيضاء يبدو على ملامحه الرعب وعلى اليسار المسرح تفتح بؤرة اخرى خضراء اللون لشاب مراهق فى مقتبل العمر، مُهندم يرتدى زيه المدرسى يبدو علي ملامحه الذكاء والفطنه ثم تُغلق البؤرتين )
(يفتح المشهد مرة اخرى وكأنه مكان بأحدى النجوع على صوت شجار بين اربع فتيان مراهقين)
فتى 1 : خد يا ابن فتحى العجلاتى وربى ما هسيبك.
فتى2 : شايف نفسك على ايه يا معفن ؟بحتت كتاب عتطنتط عاد ؟
فتى 3: بجا انت رايح تشتكينا للمدير طب أدى الكتاب الى فرحانلنا بيه اهو ( يمزق الكتاب وينثر اوراقه وسط صراخ وبكاء الفتى المضروب)
فتى 1 : اسمع ياض يا ابن فتحى لو لمحتك تانى عتفتن علينا ولا عتجيب سيرتنا ، لهتبجا رجبتك المرة الجاية
(يلملم الفتى اوراقه المتناثره وهو يبكى ويقول)
سعيد: يا شوية جهله انتو عارفين الكتاب دا مكلفنى كام ، جهله شبهكم عمرهم ما هيفهموا ، ( يحتضن الاوراق) انا اسف يا هوميروس عمرهم ما هيقدروا حرف من ملحمتك ، شوية غشاشين وفشلة جايين يتشطروا عليا انا ، بكره اسيبلكم البلد كلاتها واحقق حلمى واتشهر وابقا اشوف كلب فيكم يمد يده عليا تانى .
*إظلام*
(يفتح المشهد على سعيد الرجل بشكله الرث يمشي بخطوات ثقيله ويترنح وكأنه مخمور امام اهل البلد)
امراه 1: (تشهق بتعجب) شوفتى الواد يا ولداه بجا كيف المندوهين يانضرى ، من يوم ما ماتت الست سميحه امه وهو بجا حاله لا يسر عدو ولا حبيب .
امراه2: يختى ليكون بصحيح النداهه ندهته؟
امراه 1: يعنى بجا واصل يا بت ؟ ( تشهق مرة اخرى ) يعنى الى بيجوله عبدالله جوزى طلع صح بصحيح.
امراه 2: ايييه ، وهو جالك ايه بجااا ليطلع كيف اللى بيجوله الواد المزغود ابنى !!
امراه 1: بيجول انه كان جاى من الغيط بليل وشافلك يختى الواد ده واجف بين الغيطان وماسك كتاب وبيقرا منه تعاويذ اكده مش مفهومه .
امراه2: المزغود ابنى بيجول نفس الكلام بس يختى المرادى كانه بيكلم حد وعمال يزعق فيه.
امراه1 : مهو يا اما اتجن يا اتلبس بصحيح.
(تفتح بؤرة اضاءه على سعيد الوهن وهو بجانب شجرة التوت يحمل بيده احدى الكتب ويتحرك بقوه وهو يتكلم وكانه يتشاجر مع احد)
سعيد : "أَأَكُونُ، أَمْ لا أَكُونُ؟ تِلْكَ هِيَ المَسْأَلَةُ. أَيُّ الأَمْرَيْنِ أَشْرَفُ لِلنَّفْسِ: أَنْ تَحْتَمِلَ سِهَامَ القَدَرِ وَنَبْلَهُ الطَّاعِنَ، أَمْ أَنْ تَتَجَرَّدَ لِحَرْبِ بِحَارِ الشَّقَاءِ وَتَضَعَ لَهَا حَدّاً بِالمَوْتِ؟"
( ليقاطعه احد الاطفال وهو يصرخ بوجهه ويجرى من امامه وهو يردد " وربنا لهجول لأمى" ليجرى وراءه سعيد بدوره ليستفهم منه ما الذى جعله يصرخ هكذا ولكن سرعان ما يرجع مسرعا بظهره وكأن حدث شئ لم يتوقعه)
*اظلام*
(تفتح بؤره اضاءه صفراء فى عمق يمين المسرح ، يجلس سعيد الشاب المراهق بجانب قبر امه المدفونه بجانب شجرة التوت )
سعيد : عجبك ياما الى بيحصل فولدك ده ، سيبتيهم ينهشوا فيا هما وعيالهم ،دول شمتانين فولدك ياما ، بجيت ماشى مكسور، معادش ليا عين بعد ما كنت اشطر واحد فى الكفر ، خلاص ياما معادتش تشوفينى لا عاتلفزيون ولا فى الجرنال ، زى ما كنتى عتدعيلى ، مُتى ياما ،ومات حلم ولدك معاكى.
(يظلم المشهد ثم تُفتح اضاءه شديده على اصوات اهل البلد وهم غاضبون ملتفون احول سعيد ذاك الرجل المغلوب على امره) وهو يقول : والله ما عملت حاجه ، هو الى مات ، انا معملتش حاجه.
امراه 3: جتلت ولدى وعتنكر يا سحار ، منك لله ، ربنا يولع فيك
( ازداد الناس غضبا فانهال احدى الرجال عليه بالشومه حتى مات سعيد )
رجل1 : غار فى داهيه ، ادفنوه جمب امه بتاعة الاعمال هى كمان ، البلد نضفت من امثالهم .
*اظلام*
(تفتح بؤرة خضراء على قبرين بجانب شجرة التوت والناس يلتفون حوله ويتباركون به )
*تمت*

*انتهت*

عبير عماد أسطورة الدجـــال عن قصة (الدجــــال) د/ كمال يونس الجارديان المصرية