السبت 19 يوليو 2025 12:29 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : عظامنا والشيخوخة

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

كثيرًا ما تظهر العلامات الأولى على الشيخوخة في الجهاز العضلي الحركي ، حيث تبدأ وظائف العينين ( البصر)، ثم الأذنين ( السمع) ، بالتراجع في منتصف العمر ، كما تتراجع وظائف معظم أعضاء الجسم مع التقدم في السن ، في حين تبلغ مُعظم وظائف الجسم ذروتها في وقت قصير قبل سن الثلاثين، ثم تتراجع تدريجيًا وبشكل مستمر، ولكن حتى مع هذا التراجع، فإن معظم تلك الوظائف تبقى كافية، لأن عمل معظم الأعضاء يبدأ بقدرة وظيفية أعلى من تلك المطلوبة لحاجة الجسم (احتياطي وظيفي على سبيل المثال، في حال تعطلت وظيفة نصف الكبد، فإن النسج المتبقية تكون أكثر من كافية للحفاظ على وظيفته ،وهكذا فإن الأمراض، وليس الشيخوخة الطبيعية، هي من تكون مسؤولة عن فقدان الوظيفة عند التقدم في السن ،
حتى وإن بقيت معظم وظائف الجسم تعمل بصورة مناسبة، فإن التراجع في الوظيفة يعني بأن الأشخاص الأكبر سنًا سوف يكونون أقل قدرة على التعامل مع أشكال الإجهاد المختلفة، بما في ذلك النشاطات الجسدية المجهدة، والأمراض المختلفة ، كما يعني هذا التراجع في الوظيفة أيضًا بأن الأشخاص الأكبر سنًا يكونون أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية للأدوية ، كما تكون بعض الأعضاء أكثر عرضةً لتراجع الوظيفة في الظروف المُجهدة بالمقارنة مع أعضاء أخرى ، تتضمن هذه الأعضاء كلاً من القلب، والأوعية الدموية، والأعضاء البولية (مثل الكلى)، والدماغ، أما عن تأثيراتُ الشيخوخة علي الجهاز العضلي الهيكلي فتميل كثافة العظام للتراجع مع التقدم في السن ، يُسمى النقص المعتدل في كثافة العظام (بقلة العظم )، في حين يسمى النقص الشديد في كثافة العظام (بما في ذلك حدوث كسر ناجم عن فقدان كثافة العظام (بتخلخل العظام) ،في التخلخل العظمي، تتراجع وظيفة العظام وتصبح أكثر عرضة للكسر ، يتسارع نهج التخلخل العظمي عند النساء بعد سن اليأس، وذلك بسبب تدني إنتاج هرمون الإستروجين ، يساعد الإستروجين على الوقاية من الكسور العظمية في أثناء العمليات الطبيعية لتشكل العظم وتحلله وإعادة تشكله، تعود تدني كثافة العظام جزئيًا إلى احتوائها على كميات أقل من الكالسيوم (الذي يمنح العظام قوتها) ، تتراجع كميات الكالسيوم في العظام بسبب عدم امتصاص الجسم لكميات كافية منه من الغذاء ، كما إن مستويات فيتامين د
، الذي يساعد الجسم على استخدام الكالسيوم، تتراجع بدرجة طفيفة أيضًا.تكون بعض العظام أكثر عرضة للضعف من عظام أخرى ،وتشمل تلك العظام نهاية عظم الفخذ عند مستوى الورك، ونهايات عظم الذراع (الكعبرة والزند ) عند مستوى المعصم، وعظام العمود الفقري (الفقرات).
تُسبب التغيرات في الفقرات في أعلى العمود الفقري انحناء الرأس نحو الأمام، والضغط على الحلق ونتيجة لذلك، يُصبح البلع أكثر صعوبة، تتراجع كثافة الفقرات، وتفقد الأقراص المفصلية ( الغضاريف التي تتموضع بين الفقرات) السوائل فتصبح أقل سماكة، مما يجعل العمود الفقري أقصر ، ولذلك يتراجع طول الشخص المُسن،
كما تميل الغضاريف التي تُبطن المفاصل للترقق، بسبب اهترائها الناجم عن الحركة المستمرة عبر السنين، وبسبب تراجع كمية السوائل فيها من جهة أخرى ،قد لا تنزلق السطوح المفصلية الداخلية على بعضها بشكل جيد، وقد يُصبح المفصل أكثر عرضة للأصابة ،كثيراً ما يؤدي ضرر المفصل الناجم عن الاستخدام المديد له إلى الفُصال العظمي ، والذي يُعد أحد أكثر الأمراض شيوعًا في الشيخوخة، تميل الأربطة التي تربط المفاصل سويًا والأوتار، التي تربط العضلات مع العظام، إلى أن تصبح أقل مرونة، مما يُحد من حركة المفاصل أو يُسبب تيبّسها ، كما تضعف تلك الأنسجة أيضًا، وهكذا يُصبح معظم المُسنّون أقل مرونة في الحركة ، فتميل الأربطة والأوتار إلى التمزق بسهولة، وفي حال تمزقها يكون شفاؤها أكثر صعوبة ، تحدث هذه التغيرات بسبب تراجع نشاط الخلايا المسؤولة عن صيانة الأربطة والأوتار ، كما ان العادات غير الصحية لها تأثير ضار على صحة العظام مع التقدم في السن يمكن أن يؤدي تناول كميات عالية من الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، هذا بالإضافة إلى فقدان تدريجي للكالسيوم في العظام، مما يجعلها أكثر هشاشة إن عملية التقدم في السن يرافقها تأثر الجهاز الحركي بسبب تآكل العظام الذي لا مفر منه. لهذا السبب، من المهم معرفة طرق الوقاية من أمراض مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام، أن شغفنا بالاستمتاع بالحياة وتجميع التجارب الغذائية قد يستمر، ولكن ما يتأثر بالتأكيد، دون أن نستطيع القيام بشيء حياله، هو أجسامنا، وبشكل خاص عظامنا، يعد الكالسيوم عنصرا أساسيا للحفاظ على صحة العظام، وعدم الحصول على مصدر كافي منه من شأنه أن يسبب ضعف العظام مع مرور الوقت. يمكن الحصول على الكالسيوم بكميات مناسبة من خلال تناول الزبادي، والحليب أو الجبن. وقد أشار الأطباء إلى ضرورة "التأكد من اتباع نظام غذائي يتضمن الحليب وغيره من المنتجات، بالإضافة إلى الأسماك، البرتقال، الخضروات الورقية، الجوز، الحبوب ،. وينصح الاطباء "بتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز، البرتقال أو البطاطا، حيث يساعد هذا المركب الكيميائي الجسم على التخلص من فائض الصوديوم، مما يمكن أن يحسن بشكل كبير صحة العظام ،يعد النشاط البدني وخاصة تمارين القوة أو المشي، أمرا حاسما للحفاظ على كثافة العظام. عندما تبذل مجهودا، تصبح العظام أقوى، مما يقلل بلا شك من خطر الإصابة بالكسور أو هشاشة العظام ، إن قلة النشاط البدني والحركة يمكن أن تلحق الضرر بعظامك ، كما أن الجلوس لفترات طويلة دون الخروج من المنزل، يمكن أن يؤثر على الصحة وحركة العظام ، تحتاج فقط إلى تعويض الوقت الذي تقضيه في الراحة بالحركة، حتى من خلال الأنشطة البسيطة مثل الوقوف أو التمدد أو المشي لبضع دقائق كل ساعة ، الذي من شأنه أن "يحسن الدورة الدموية ، وتشير العديد من الدراسات إلى أن المستويات العالية من حمض الفوسفوريك الموجودة في المشروبات الغازية والمشروبات السكرية، قد تزيد من خروج الكالسيوم من الجسم، مما يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى كسور أو التواءات مؤلمة لذلك، ينصح بشرب العصائر الطبيعية أو شاي الأعشاب أو كوب من الحليب مع البسكويت إذا كنت ترغب في شرب سائل مفيد لعظامك ،أظهرت دراسة أن المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان التبغ لا تؤثر سلبيا على الرئة والقلب فحسب، بل أيضا على عمليات إعادة تشكيل العظام، مما يسبب المزيد من الهشاشة. وتؤكد أن استهلاك التبغ المستمر، يمكن أن يتسبب في تحلل العظام بما أنه يعطل عمل الهرمونات ،
بالإضافة إلى ذلك، يقلل التدخين من تدفق الدم إلى الجهاز الحركي، مما يمكن أن يساهم في إضعافه بشكل أكبر .

طارق محمد حسين عظامنا والشيخوخة الجارديان المصرية