دكتور رضا محمد طه يكتب : ضغط الدم وكيف نحافظ على مستواه الصحي؟


تشير منظمة الصحة العالمية أن ضغط الدم المرتفع يؤثر على حوالي واحد من كل ثلاثة بالغين أي ما يعادل 1.3 مليار شخص حول العالم، مما يجعله عامل خطر للعديد من الحالات المرضية بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب وتلف الكلي، الأمر الذي يستدعي سعي العلماء باستمرار لإيجاد حلول ووضع ارشادات للوقاية وإدارة الارتفاع في ضغط الدم.
في سياق ما سبق نشرت جمعية القلب الأمريكية AHA معلومات حديثة نتعلق بنصائح للوقاية من إرتفاع ضغط الدم ونشرتها مؤخرا في مجلة Hypertension ، حيث تضمنت تلك الإرشادات بأن أي شخص بالعموم يكون معرضاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولكن ومن خلال القيام بتعديلات في نمط الحياة والنظام الغذائي من قبيل الحد من تناول الصوديوم والكحول واتباع نظام غذائي صحي للقلب والحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني وتجنب التوتر ومن ثم يمكن السيطرة على المرض. جاء في إرشادات الجمعية أيضاً أن ضغط الدم المرتفع يمثل عامل الخطر الرئيسي للإصابة بالسكتة الدماغية وعدد من أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي وقصور القلب والرجفان الاذيني، لذا فإن الوقاية خير من العلاج، من خلال الكشف عنه والتقييم المبكر بهدف التدخل المبكر للعلاج مما سوف يمنع 76 مليون حالة وفاة حول العالم بين الآن وعام 2050.
معروف أن ضغط الدم الانقباضي وهو أقصي ضغط عند انقباض القلب، وضغط الدم الانبساطي وهو أدنى ضغط قبل الانقباضة التالية للقلب، في الوضع الأمثل يجب أن يكون 80/120 ملم زئبق أو أقل من ذلك ، ومن ثم يجب أن يقاس ضغط الدم لدى البالغين مرة واحدة علي الأقل سنوياً. تشير الإرشادات أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أي مستوى من ارتفاع في ضغط الدم وتزيد قرائتهم عن 120/180 عليهم المتابعة مع الطبيب وخاصة عند ظهور أعراض مثل ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو شلل أو صعوبة في الكلام حتي يصف لهم العلاج المناسب لحالتهم.
إلي أي مدى ينبغي خفض ضغط الدم ? هذا ما أجابت عنه دراسة نشرت في مجلة Annals Internal Medicine ، حيث أوضح فريق البحث بأن الفوائد الصحية للتحكم المكثف في ضغط الدم تفوق المخاوف بشأن الإفراط في علاج ارتفاع ضغط الدم ، حيث يجنبهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب ، وهذا يفوق الآثار الجانبية المرتبطة بخفض ضغط الدم عن طريق العلاج بالأدوية المخفضة للدم، مثل الهبوط أو السقوط وإصابات الكلي وبطيء القلب، وخاص الباحثون بأن العلاج المكثف لارتفاع ضغط الدم لن يكون الأمثل في جميع الحالات المرضية ومن ثم يجب على المرضى والأطباء العمل معاً لتحديد تركيز وشدة الدواء المناسبة بناءاً على ظروف وتفضيلات المريض.