دكتور رضا محمد طه يكتب : الأرق المزمن يقصف العمر


أكثر من 16% من سكان العالم يعانون من الأرق المزمن وهو اضطراب في النوم من حيث الصعوبة في النوم والاستمرار فيه بشكل صحيح لمدة ثلاث ليال أو أكثر في الأسبوع لأكثر من 3 اشهر مما يتسبب في مشاكل صحية بما في ذلك مرض السكر من النوع الثاني والاكتئاب والسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بالاضافة إلى حالات عصبية مثل التدهور المعرفي والخرف والزهايمر ، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة نيورولوجي Neurology وهي المجلة الطبية التابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف أو ضعف الإدراك الخفيف MCI مقارنة بمن يعانون من الأرق غير المزمن المرتبط بشيخوخة الدماغ بشكل أسرع.
قام فريق البحث بفحص الدماغ والكشف عن فرط كثافة المادة البيضاء وكذلك لويحات بيتا اميلويد وهي علامة لمرض الزهايمر، ثم اختبروا التفكير والذاكرة للمشاركين في الدراسة وذلك لأكثر من 5 سنوات ، حيث تبين أن الأرق المزمن يزيد من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي البسيط والخرف بنسبة 40% وهو ما يعادل بحسب التقارير ثلاث سنوات ونصف إضافية من التقدم في العمر (قصف من العمر ) . ومن ثم فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على الأرق المزمن كعامل خطر محتمل قابل للتعديل.
كشفت النتائج أيضا أن الأرق المصحوب بقلة النوم مرتبط بارتفاع في لويحات الايميلويد وهي مؤشرات حيوية للزهايمر كما يؤدي الأرق المزمن إلي حدوث تدهور في صحة الأوعية الدموية في الدماغ وكثافة في المادة البيضاء مما يساهم في التدهور المعرفي، ومن ثم فإن العلاج في تحسين النوم وتقليل التوتر والقلق، لأن الأبحاث أثبتت أن ارتباط اضطرابات المزاج والقلق باحتمالات الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 90% بسبب ما يحدث من التهابات مزمنة وتغييرات هيكلية في الدماغ.
معروف أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر يبلغ لديهم خطر الإصابة بالزهايمر وغيره من أشكال الخرف 10% ويقترب الخطر إلي 40% بحلول سن 85 عاماً، وعليه فإن العلاج الفعال للاكتئاب والقلق والتوتر والأرق وغيرها سوف يقلل من خطر الإصابة بالخرف في المستقبل.