الخميس 18 أبريل 2024 07:46 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الصحفية ماريان نبيل تكتب : غرباء خلف الجدران

الكاتبة الصحفية ماريان نبيل
الكاتبة الصحفية ماريان نبيل

بداية وقبل كل شيء اؤكد ان السطور التالية ليست قضية ذاتية او تجسيد لواقع اعيشه ولكنها قضية شبه عامة فكلما جلست انا وصديقاتي اجد ان معظم احاديثنا عن غربتهن في بيوتهن ،وكلما تأملت البيوت حولي اجد معظم البيوت التي اعرفها يسودها الصمت الرهيب افتقد الجميع الروح الاسرية ،ضاع كل شيء جميل ،اختفت كل احاسيس الود والحب حتى الإجتماع الأسرى اليومى الذى كان يحرص عليه الأب يوميا لم يعد يحدث الآن ،فقد كانت أحاديث آخر الليل بين الأب وأفراد الأسرة بمثابة تقارير يومية عن احوال كل فرد من الافراد ،فقد كان الأب يعود من عمله محملا بمشاعر فياضة تجاة بيته وابنائه وزوجته التي كانت عادة تنتظر حضوره بفارغ الصبر وهي في ابهي حليها وزينتها وقد اعدت لزوجها من الطعام ما لذ وطاب وتجد ان كل العائلة تنتظر هذه اللحظات اليومية التي كانت لا تتعدي ساعة او اثنتين علي الاكثر ولكنها تعتبر عمر بالنسبة لهم جميعا .

اما الان فالزوجة تذهب لعملها في الصباح الباكر او تنزل للتسوق وشراء احتياجات المنزل والزوج ايضا وفي كثير من الاحيان نجد ان الزوج يعود من عمله ،ويغادر المنزل مهرولا إلى اصدقائه على المقهى او النادى بينما الزوجة تعود من عملها او من رحلة التسوق لتقوم باعداد الطعام ثم متابعة دروس الأبناء غير باقي اعمال المنزل المرهقة وحينما ياتي الزوج تكون اهدرت كل طاقتها وتضطر الي النوم.

ومن ثم تاتي الفجوة بينه وبين زوجته وابناؤه ويصبح مجرد آلة لطباعة النقود بالنسبة لهم ومن ثم تأتي الغربة بينهم وهم يعيشون تحت سقف واحد .

وهناك من الازواج من لم يراعى مشاعر زوجته ولا يقدر متطلباتها كأنثي فتجد نفسها امام شخص لا تعرف كيف تتواصل معه فتضطر الي الصمت وتقبل بالعيش من اجل الأبناء ويسود البيت الصمت والغربة .. او قد تجد بعض الرجال مدمنين إقامة علاقات و صداقات نسائية من خلال وسائل التواصل الأجتماعى وينسى زوجته كليا ولا حتي يسأل عنها معتقدا انه بمجرد ان ترك لها بعض الجنيهات قبل ان ينزل من البيت انه هكذا ادي دوره كرجل ..

ألم تسأل نفسك من سيسد حاجة زوجتك العاطفية والنفسية وانت في واد وهي في واد اخر ..ليت كل رجل وإمراة يراجع نفسه ،ويحاسبها قبل ان يحاسب غيره ولنقف مع انفسنا وقفة حيادية ..وليعمل كل منا علي إصلاح نفسه حتي ينصلح احوال بيته وابناؤه .. و حتى يعود الحب والود داخل الأسرى وتنتهى الغربة داخل المنازل .