السبت 20 أبريل 2024 12:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل اقول...( هو ليس لى ...! )

خالددرة
خالددرة

سر من أسرار الحياة لو فهمته لعرفت كيف تتعامل معها وهو أن تسأل نفسك دأئماً لماذا لا تسير الأمور في الدنيا كما نريد ؟ ولماذا لا تعطينا ما نتمناه ؟!...
سبحان الله .. فلا تستقيم هذه الدنيا لإنسان ولا تكن له كما يريد ، ولا تعطيه ما يتمناه ! ... فقد يأتيه المال ويفقد الطمأنينة ، وقد تأتيه الطمأنينة ويفقد المال ، ويأتيه المال والطمأنينة فيفقد الزوجة الصالحة ، وتأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار ، ويأتيه أولاد أبرار لكن ليس له دخل يكفيهم ، ويأتيه دخل يكفيهم ويصبح أولاده أشرار فاسدين فاشلين ... وربما يكون كلّ شيءٍ حوله على ما يُرام لكن صحّته معلولة ضعيفة !! ... فليس للإنسان ما تمنى ...
وفى هذا يقول الثوري رحمه الله " إن هذه الدنيا دار إلتواء لا دار إستواء ، ومنزل طَرحٍ لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، فقد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، وجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ...
سبحانه فهو يأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ، فهى إذاً هي دار إلتواء وليست دار إستواء ... يعني لا تستوي أبداً ، ومُحال أن تستقيم لك الأمور كلّها .. فقد رُكِّبت هذه الدنيا على النقص رحمةً بنا ، و لو جاءت لك الأمور كما تشتهي فهذه أكبر مصيبة ، لأنه لو تمَّت لك الأمور كما تريد لركنت إلى الدنيا ولكرِهت لقاء الله عزَّ وجلَّ.....
فكل شئ فى هذه الحياة قد خُلق بقدر ، ومعلوم لمن يذهب ولمن يكون ... فأعلم أن ما كان لك سوف يأتيك ، وما كان لغيرك فهو ليس لك ...
فربما جميعنا في هذهِ الحياة قد نلتقي بشخص
لا تنساهُ الذاكرة وتعيش معه وتتعايش معه فى كل أفكارك ومخططاتك ، و العجيب أنّهُ لن يكون لنا ولا من نصيبنا ..
وستُعجب بهِ كثيراً ، وستجد فيه جميع المواصفات الّتي قَد نقشها قلبك في عقلك ، وستكون أنتَ في مكان آخر وستعيش معهُ حياة مختلفة ،
ومع ذلك لن تقدر أن تقترب و لا أن تبتعد .
فهو مرّة يكون صديقك ، و مرة أُخرى يكون غريبك ، و تمضي الأيام وتتمنى أن تجد سبباً لتكرهه ولن تجد ،
وتخشى التعلُّق بهِ وربما فعلت حقاً ، ولكن ستتذكر دوماً كم كان مختلفاً عنهم جميعاً لكن لم يجمعكم القدر ...
وتكتفى بأن تأخذ تنهيدة صامتة وتقول ؛ " هو ليس لي ".