الجمعة 26 أبريل 2024 07:42 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور حمدى الجابرى يكتب : شيىء من التواضع .. حضراتكم ..

الدكتور حمدى الجابرى
الدكتور حمدى الجابرى

لا أظن أن هناك من يجرؤ أو يفكر أو يقدر على مخالفة تعليمات السيد الرئيس وليس مطلوبا أو منتظرا منهم ذلك فالمطلوب منهم جميعا فقط .. تنفيذ تعليمات السيد الرئيس بالفعل لا التستر وراء إدعاء تنفيذ تعليمات السيد الرئيس .. ولكن .. هذه هى بالفعل قدراتهم ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. وهذه هى أمكانياتهم فى الثقافة والاعلام والمسلسلات وحتى الشؤون الاجتماعية أوالتموين والحكم المحلى ..
وفى كل الحالات لا يجب الإكتفاء بالتستر خلف تنفيذ تعليمات السيد الرئيس أو تحت رعاية السيدة حرم السيد الرئيس أو تحت رعاية السيدة الوزيرة أو غيرها فهذا لا يؤدى الى تغيير الحال .. ولو من أجل وضع الشعار قيد التنفيذ عمليا على الأقل حماية للسيد الرئيس نفسه والبلد وناسها من .. فشلهم ..
أما إدعاء الإتيان بما لم يأت به الأوائل فإنه مجرد حديث مرسل كالعادة .. لتجميل (بضاعة على وش القفص) .. وليس هناك من يمنع أو يفكر فى منع ذلك أو الإعتراض عليه ولكن الواجب أو المنتظر أن يكون ذلك .. بالراحة على نفس المدعى والناس قليلا .. وعلى سبيل المثال لا الحصر فى مجال الدراما التليفزيونية مثلا لا أظن أن السيد تامر مرسى يصدق أنه الأوحد والأسبق والفريد فقد سبقه أناس كثر منذ أيام حاتم وعكاشة وصفوت الشريف وغيرهم ، ولا كل نجومه كذلك ، منذ أيام السيد بدير ونور الدمرداش وحمدى غيث ومدحت زكى وممدوح الليثى وغيرهم ومعهم النجوم والنجمات .. فالجميع بلا إستثناء يتحدثون نفس الحديث تقريبا مثلا عن التطوير والتجديد للخطاب الثقافى أو الدينى أو الدرامى أو الاعلامى وسرعان ما يخفت ذلك الى أن يتلاشى تماما للبدء مع الجديد لعزف نفس الاسطوانة القديمة حتى ولو كانت .. مشروخة .. لأنه فعلا لكل زمان رجاله ونجومه .. ولعله لا ينقصنا الدليل من الماضى القريب .. فى مجال التليفزيون والدراما مثلا .. تم إقصاء صفوت الشريف من الاعلام وذهابه الى مجلس الشورى أثناء المهرجان االدولى المصرى للتليفزيون ورغم ذلك سرعان ما انقلبت الدفة مع مجىء أنس الفقى الذى كان يسير كالطاووس فى الحفل الختامى للمهرجان وخلفه السكرتير الجديد أحمد سليم الذى أصبح صاحب حظوة ومكانة ومناصب انتهت بالقبض عليه حتى بعد اختفاء فى قضية ما من داخل المجلس الأعلى للإعلام وقبله الفقى نفسه.. وهو ما تكرر مع كثر غيرهما من أصحاب الحظوة والمكانة والقيمة من النجوم والنجمات وان لم يتم القبض عليهم بأية تهمة ببساطة لأنهم أو لأنهن لم يترتكبن ما يستحق القبض عليهن أو عليهم رغم كل الاستفادة من النظام القديم أو التطبيل لأصحابه .. ولإقتناع الجميع وإيمانهم بأنه من الطبيعى الهتاف .. مات الملك وعاش الملك .. ومنذ أيام الملك وحتى اليوم .. ليستمر فى كل الأحوال الحال على ماهو عليه .. حديث وأعمال وفوائد ورجال .. جدد يتم تطعيمهم كالعادة ببعض القدامى من أصحاب الأسماء والنجوم من أصحاب القدرة على التطور والتجديد فى صورتهم التى يتم (تقييفها) لتناسب الجديد ..
ومع ذلك كله أظن أن ليس من الصواب عدم الإعتراف بذكاء القديم وقدرته على الإستفادة من الجميع وفق ضوابط وشروط وأهداف معلنة أو مضمرة وكذلك - وهذا لا يقل أهمية - عن طريق توزيع بعض (تورتة) المسلسلات والإعلانات على الجميع (المنتج المنفذ) فذلك لا يساعد فقط على استمرار وجودهم وحياتهم ولكن أيضا يتيح الفرصة لوجود المختلف وليس المخالف من الكتاب والمخرجين والأبطال والأسماء الذى لابد أن يكون كثيرا ومتنوعا بنفس كثرة وتنوع الأعمال الدرامية أو المسرحية نفسها والمنتج الدرامى نفسه كالأعمال لغائبة بفعل فاعل سواء االدينية أو التاريخية أو حتى الفوزاير وبصورة تخدم الجديد وتحقق أهدافه .. هذا إذا كان هناك من يؤمن فعلا بأهمية تحقيقها وضرورته وقبلها جميعا القدرة الحقيقية على الوصول اليها .. عن طريق الإستفادة وعدم الإقصاء للروافد الحقيقية التى تثرى وتحقق الهدف وكلهم من أبناء الوطن الواحد بل ويشكلون قاعدة عريضة لا يمكن الإستغناء عنها أو التخلص منها لصالح قلة – مهما كثرت أو إدعت الولاء والوفاء حقا أو كذبا – لن تكون قادرة على إلغاء تأثير وقدر وقدرة القديم الذى يكسبه تطاول جهول مثلا مزيدا من الحياة بذكر مواطن جماله وذكرياته معه ولو للدفاع عن الجميل الذى كان .. ونفس الشيىء مع تطاول أو تجاوز أو تناسى آخر لتاريخ مصر نفسها وصناعه من القادة الذى وصل الى أحمس نفسه وما قد يعنيه ذلك من النيل من أصحاب .. التاريخ .. وسط إدعاء الأعداء وكل محاولاتهم للنيل من هذا التاريخ أو حتى الإدعاء بأنهم من صناعه .. ثم هل يضمن الجديد نفسه عدم تكرار ذلك معه .. ؟ ثم من الذى قال أن الإنتاج التليفزيونى بهذه الطريقة يمكن أن يرتقى به وبصناعه أو تحقيق أهدافه التى طالب بها السيد الرئيس نفسه ..
باختصار ياسادة .. وفى الحقيقة وفى ظل نظام إنتاجى (مستقوى) بالمال والسلطة دون الإستفادة من التاريخ وصناعه وأهل الخبرة لن يكون ذلك ممكنا والدليل ماهو عليه المنتج الدرامى حتى اليوم .. وهذا ينسحب على مختلف المجالات فى الثقافة والاعلام وحتى الشؤون الاجتماعية والتموين والحكم المحلى .. أى أن الأمر ليس قاصرا على تامر مرسى أو اعلام المصريين وحدهما بل الجميع فى كل الوزارات والجهات والأجهزة .. شيىء من التواضع والإعتراف بحقيقة القدرات، التى يفضحها الإنتاج الفعلى أو عدمه ، يحمى من بلاوى كثيرة .. حضراتكم ..