الأربعاء 24 أبريل 2024 07:06 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم ، يكتب : صالون يونس الثقافي بالحاكمية منصة ثقافية لتهذيب الأفكار وتعزيز الآراء.

الكاتب الصحفى إسماعيل أبوالهيثم
الكاتب الصحفى إسماعيل أبوالهيثم

للصالونات الثقافية دور كبير في تزويد الساحة الثقافية بمواهب شبابية واعدة ، خصوصاً وأن كثير من المواهب تحتاج لمثل هذه النوافذ ، للتعبير عما بداخلها من إبداع ، من هنا تكمن الأهمية البالغة لهذه الصلونات لما تحمله من ثمار إيجابية على أصحاب المواهب أنفسهم، فضلاً عن انعكاساته على المشهد الثقافي في الوقت ذاته
الجارديان تلقت دعوة لحضور فعاليات صالون يونس الثقافي بالحاكمية مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، ورصدت أهميته بالنسبة للموهوبين والمهتمين بالشأن الثقافي ، بل بالشأن العام ، اللافت للنظر تفاعل اعداد كثيرة من الشباب مع فعاليات هذا الصالون باعتباره رافدا تثقيفيا لهم ، خصوصاً وأن معظم ضيوفه من كبار أساتذة الجامعات المصرية والمختصين والمعنيين بالشأن الثقافي والتعليمي ، كما تميز الصالون بإعطاء هؤلاء الشباب الفرصة للمناقشة والتحاور لإكسابهم الخبرة الحياتية وإظهار إبداعاتهم ، ولم يكن التركيز علي النخب وفقط ، الأمر الذي زاد من أهمية الصالون ، لكونه يشكل دورا تنويريا ونافذة مهمة تنطلق منها الإبداعات.

#(الجارديان المصرية) سألت د. عبد الحميد يونس محمد يونس ، عن فكرة إنشاء الصالون وتوقيته ؟
فقال : إنشاء الصالون كان عام ١٩٦٢ ، و أطلق عليه إسم صالون يونس الثقافي تخليدا لذكري چد والدي والذي كان يدرس في الأزهر الشريف عام ١٨٥٠ وتوفي عام ١٩٣٣ ،وقد حافظ والدي علي استمرار الصالون بالإطلاع بدوره التنويري لأهل المنطقة ، والمناطق المجاورة ، ثم حملت الأمانة ، ونسأل الله أن يعيننا عليها ، خصوصاً وإني أحلم أن يكون مثل الصلونات الكبري
صالون مي زيادة في القاهرة، والذي كان يرتاده رواد النهضة العربية آنذاك.

#ماهي الغاية التي تغييتموها من هذا الصالون ؟
أنا أسعد سعادة بالغة حينما أري المواهب الشبابية موجودة بكثافة كبيرة في هذه اللقاءات، ليروا كيف يدار الحوار، ويثار النقاش، حول مختلف القضايا الفكرية والثقافية، وهو ما سيكون له انعكاساته الإيجابية على المشهد الثقافي ، خصوصا وان إنتشار الصالونات الثقافبة في الدولة يعد دليلًا على تطور الحركة الثقافية وازدهارها، فهي مظهر من مظاهر إثراء الحركة الثقافية ، وباعتبار تلك الصالونات مفتوحة على المجالات جميعًا، كون الثقافة مرتبطًة بأدق التفاصيل في حياة الناس.
فهي تمثل نافذة هامة تطل على آفاق الحوار البناء وتبادل الأفكار في المجتمع، ومن خلالها يُحتفى بالرموز الثقافية والفكرية والاجتماعية في المجتمع، ويتم توثيق تجارب المبدعين والإفادة من مسيرة حياتهم ونشرها في المجتمع .
مما يزيد من اعجابي بصالون يونس الثقافي، أنه أصبح
محط أنظار أصحاب المواهب الذين يسعون من خلاله إلى إظهار مواهبهم وطرحها للجمهور، وساعد على ذلك حضور الأسماء العلمية والثقافية والاجتماعية والفكرية بالغة الصيت له ، بل وحرصهم الشديد علي حضور كل فاعلياته.
والحقيقة أنا ممتن للدولة ولمؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة لتشجيعهم لمثل هذه الصالونات الثقافبة، بل ولكل كوادر المجتمع في إثرائها، باعتبارها منفذ للمبدعين وأصحاب المواهب لتقديم أنفسهم وتجاربهم ومواهبهم، وإعطائها مساحة واسعة إعلاميًا وصحفيًا، وعدم قصرها على النخبة.

#هل لك أن تلقي الضوء علي كلمة صالون ثقافي بكل ما تحمله من دلالات ؟
كلمة "الصالون": "كلمة معربة، كونها ظاهرة حضارية ثقافية تشير إلى التوافق الذهني في مسار تكوين الرأي الجمعي للأفراد والأمم". ولها امتداد تاريخي يصل إلي العصر الجاهلي، حيث سوق عكاظ، ودوره في تداول الشعر والأدب والخطابة وثمرات الحكمة عند بلغاء العرب، وقد كانت السيدة سكينة بنت الحسين حفيدة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تدير أشهر ملتقى ثقافي عربي، حيث يجتمع عندها نخبة الأمة من علماء وفقهاء ولغويين وشعراء وفصحاء ، يتناقشون ويتحاورون ويتنافسون بحضرتها وقد كانت أحياناً ترجّح بينهم أو تُغلّط بعضاً منهم أو توجّه برؤية نقدية حاذقة مبنية على أصول الموازنة النقدية ، وعلى منواله كان "مربد" البصرة في العصر الأموي.
واستمر هذا العطاء في عصر الخلفاء والأمراء منهم عبد الملك بن مروان والمنصور والرشيد والمأمون، ثم مجلس سيف الدولة الحمداني الذي كان أحد نجومه المتنبي وأبو فراس الحمداني، "ولم تتخلف الأندلس عن هذا النشاط، فكان مجلس "ولادة" بنت المستكفي الذي ضم النخب من أهل الأدب والشعر".
حتي أوروبا لم تتخلف عن هذا التيار ، فرأينا الصالونات الثقافية، وخصوصا إيطاليا في القرن السادس عشر الميلادي، "وكانت برعاية نساءٍ شغفن بالأدب والفن، وانتقل هذا التقليد إلى فرنسا فكان ظهور أول صالون أدبي سنة 1608م برعاية مدام كاترين، واستمر نصف قرن، وشكل تقليداً ثقافياً جديداً بظهور صالونات أخرى تركت وراءها إرثاً ثقافياً ، ويعد صالون "مي زيادة" من الصالونات بالغة الصيت ، فقد استمر 20 عاماً، وكان من رواده العقّاد وشوقي والرافعي وغيرهم، ثم صالون العقّاد نفسه، وغيره ممن كان لها الأثر البيّن في الزخم الثقافي الذي ميّز النصف الأول من القرن الماضي وما بعده.
ان "الصالونات الثقافية بيئة صحية نافعة لتهذيب الأفكار وتعزير الآراء وتطويرها إذا أُحسنت إدارتُها ورعايتها لتنتظم وتتوسل بتقاليد راقية تدفع باتجاه أهداف المجتمع وطموحه نحو الاستقرار والرقي". وذلك لأهميتها في استقطاب المواهب والمهارات الأدبية والفكرية، فضلا عن كونها دافعة لظهور طبقة تمتهن المناظرة والحوار وآدابه، لبلورة رؤى شمولية للمحتوى الفكري والثقافي.
إننا - وامثالنا من الصالونات الجادة - ، علينا حمل وطني ثقيل ، يتمثل في محاربة التفاهة والسطحية والسذاجة، ونقاوم قيماً سلبية استهلاكية تتسلل عبر الفضائيات فتستقطب عقول الشباب، فإشاعة الأجواء الثقافية والفكرية عبر هذه الصالونات تؤدي إلى تمتين العلاقات وتحفيز الأذهان والمواهب. ونحن في حاجة ماسة إلى الكثير من هذه الصالونات، ولو انشأ الصالون في بيئة صحية وتمت رعايته ، فسيتحول إلى جهة منتجة للثقافة".

#هل تأثر صالون يونس الثقافي بالتقنيات الحديثة والتي جعلت المجتمع يتجه الي الثقافة الجاهزة ؟
.دعني اعترف لك أننا من أكثر المستفيدين من ذلك ، .
فمن تجربتي الشخصية رأيتُ في السنوات الأخيرة أنّ بعض الحضور ما كان له أن يعرفني أو يعرف فعاليات صالوني، لولا مواقع التواصل الاجتماعي التي أسهمت إسهاماً مباشراً في نقل الحدث للناس بالكلمة والصوت والصورة، وجعلتهم أكثر تفاعلاً مع الفعل ورغبة في أن يكونوا شركاء فيه، وهذا ما كان في بعض الحالات .

# ماذا يتبقي من انعقاد هذا الصالون الهام ؟
يتبقي نقل صلاة الجمعة القادمة مباشر من مسجد السعيد يونس بالحاكمبة ميت غمر بحضور القارئ فضيلة الشيخ أحمد صلاح عبدالله القارئ بالإذاعة والتليفزيون وخطيبا الدكتور محمود محمود الدريني عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالمنصورة وبحضور الأستاذ الدكتور محمد محمد داود والأستاذ الدكتور صابر عبدالدايم والأستاذ الدكتور غانم السعيد و الأستاذ الدكتور احمد بيومى والأستاذ الدكتور شعبان كفافى والأستاذ الدكتور عبدالفتاح خضر و الأستاذ الدكتور احمد توفيق السودانى والأستاذ الدكتور رمضان الصاوى والأستاذ الدكتور احمد جمعة والأستاذ الدكتور أشرف عبداللطيف و الأستاذ الدكتور على عبدالوهاب مطاوع والأستاذ الدكتور عبدالحميد بدران و الأستاذة الدكتورة امانى هاشم والأستاذ الدكتور علاء فؤاد والأستاذ الدكتور علاء السيد والأستاذ الدكتور بسيم عبدالعظيم والأستاذ الدكتور علاء خضر و الدكتور محمد الدسوقى و الدكتور مصطفى ندوان و الدكتور اسلام القزاز والدكتور محمد سعد الفقى، والمستشار فوزى الفحام و الدكتور احمد القرشى و الدكتور سامح ابوالنيل و الدكتور سامح الشرقاوى والدكتور عادل عبدالله ووفد كبير من وزارة الأوقاف ووفد كبير من رابطة الأدب الإسلامي العالميه وسيتم تكريم عدد من أصحاب الهمم من طالبات كلية الدراسات الاسلامية والعربية بنات بالزقازيق والأيتام وأربعة من العلماء المتميزين وسيقدم الحفل الاعلامى الكبير الدكتور عبدالله الخولى

17c195893eec7fd46be9452acfba4a1f.jpg
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم صالون يونس الثقافي بالحاكمية منصة ثقافية لتهذيب الأفكار