السبت 27 يوليو 2024 04:53 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير محفوظ عشماوى يكتب : هل البكاء على الميت— بالدموع —يعذب الميت ؟

الكاتب الكبير محفوظ عشماوى
الكاتب الكبير محفوظ عشماوى

السؤال :—
هل البكاء على الميت— بالدموع —يعذب الميت
وهل كتابة_ المآثورات_ التي تذكرالإنسان الحي
بما كان يفعله في حياته الدنيا ؟

الجواب :—
الحمدلله فقد وردعن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في_أكثر من حديث_أن الميت يُعَذَّب ببكاء أهله
عليه من ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من
حديث ابن عمر أن _حفصة_بكت على عمر فقال
مهلاً يا بنية ! ألم تعلمي أن رسول الله صل الله
عليه وسلم قال:إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه
وقد ثبت أيضاعن النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
أكثرمن حادثة أنه_ بكى عند الميت_ منها بكاؤه
صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند_موت_ابنه إبراهيم كما
عندالبخاري ومسلم من _حديث_أنس رضي الله
عنه_ وبكى_أيضا صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندموت
إحدى بناته أثناء — دفنها— كما عند البخاري من
حديث أنس رضي الله عنه —وبكى— أيضا صَلَّ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند وفاةأحد—أحفاده—كما عند
البخاري ومسلم من _حديث_أسامةبن زيد رضي
الله عنه فإن قيل كيف نوفق بين هذه الأحاديث
التي تمنع من البكاء على_ الميت والأخرى التي
تجيز ذلك ! قَالَ رسول الله صل الله عليه وسلم
هَذِهِ— رَحْمَةٌ—جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا
يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ وقال النووي مَعْنَاهُ
أَنَّ سَعْدًا ظَنَّ أَنَّ _جَمِيع أَنْوَاع الْبُكَاء حَرَام_ وَأَنَّ
دَمْع الْعَيْن_حَرَام _وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَسِيَ_ فَذَكَرَهُ_فَأَعْلَمَهُ النَّبِيّ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّ مُجَرَّد الْبُكَاء وَدَمع العَيْنٍ —لَيْسَ بِحَرَامٍ
وَلا مَكْرُوه بَلْ هُوَرَحْمَة وَفَضِيلَة—وَإِنَّمَا—الْمُحَرَّم
( النَّوْح وَالنَّدْب وَالْبُكَاء)الْمَقْرُون بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا
كَمَا قال النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إنَّ اللَّه لا
يُعَذِّب_بِدَمْعِ الْعَيْن وَلا بِحُزْنِ الْقَلْب_وَلَكِنْ يُعَذِّب
بِهَذَا أَوْ يَرْحَم وَأَشَارَ — إِلَى لِسَانه — وسئل شيخ
الإسلام ابن تيمية عن بكاء الأم والإخوة والابناء
على الميت هل فيه بأس على — الميت — فقال
رحمه الله :أما_دمع العين وحزن القلب_ فلا إثم
فيه لكن _الندب والنياحة_منهي عنه أما بالنسبة
للبكاءعلى الميت و_لوبعد مدة_من الزمن فليس
هناك حرج — من بشرط — ألا يصحبه نياحة أو
ندب أو تسخط على قدر الله تعالى. وروى مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زارالنبي صَلَّ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله
فقال استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن
لي واستأذنته في أن أزورقبرها فأذن لي فزوروا
القبور فإنها تذكر الموت ) ..
والمولي عزوجل كتب_الموت علي كل مخلوقاته
فذكر ذلك :إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ:فالدعاءلهم مشروع
ومباح فادعوابما شئتم_للميت—وهم قد سبقونا
الي الموت و كل من علي هذه الأرض _راحل _لا
محالة.اللهم احسن خاتمتناوثبت أقدامنا وادخلنا
الجنة بغير —حساب ولا سابقة عذاب— بجودك
وكرمك وفضلك يارب العالمين . آمين .