الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : فى بيتنا تلميذ


فى بيتنا تلميذ إذن فى بيتنا معاناة.
- بداية الدراسة أصبحت من أصعب الأوقات التى يمر بها كل بيت فيه تلميذ، فكم وكم الصعوبات التى يمر بها بيت فيه عدد من الأولاد؟!
- بداية كل عام دراسى هى بداية أثقال وأحمال جديدة داخل كل بيت.
- بمن يستعينوا أولياء الأمور على تحقيق أحلامهم وتحقيق طموحات أولادهم؟!
- هل يتخلوا عن أبسط أحلامهم، وهى تسديد احتياجات الدراسة ومصروفات التعليم، أم يموتون قهراً تحت ظروف الحياة الصعبة؟!
- ماذا يفعل الفقير والموظف محدود الدخل فى أيام بلا رحمة ؟!
فكل أب مُكلف بدفع مصروفات بآلاف الجنيهات ومطالب بشراء الزي المدرسي وكتب الدراسة وأدوات مدرسية، وحقيبة وحذاء لكل ولد وبنت فى الأسرة، والاصعب من ذلك الجانب الآخر الخاص ب(الدروس الخصوصية) التى تبدأ قبل بدء السنة الدراسية بوقت ، وفوقها آلاف السناتر التى تتوجه لها الطلبة، بمصروفات وتكاليف إضافية
- ثقل آخر على قلوب الآباء والأمهات - سبوبة مصدرها قلوب الغلابة -
وفوق الكل الكتب الخارجية تعويضاً عن كتب الوزارة !! وينشق الأب إلى نصفيين الأول للمدارس ومستلزماتها والآخر للدروس الخصوصية وأعباءها، لكل فرد من أولاده مع بداية كل سنة دراسية جديدة.
وهذا خارجاً عن الإلتزامات اليومية، مثل الطعام والشراب والملابس والغطاء ووسائل مواصلات، وهذا كله بعيداً عن اى وسائل ترفيهية للأطفال أو الكبار.
ويأسفنى أن أصرح بهذا الكلام عن بيوت عامرة بالآباء والأمهات، فالجدير بالذكر أيضاً بيوت خالية منهما لأى سبب سواء كان الموت أو الطلاق أو السفر ، ماذا يفعلون هؤلاء الأيتام المحرمون من وجود عائل لهم تحت ظروف الحياة القاسية؟ هل نسحقهم تحت الأحمال الثقيلة، ويعيشون معاناة وصرعات مريرة كل يوم ؟ ينتظرون من يحنوا عليهم ومن ويرفضهم بمنتهى القسوة، يتسولون من المسئولون نظرة عطف أو طبطبة، -سببها ظروفهم التى لا ذنب لهم فيها - ومنهم من يجرحهم ويتجاهلهم بسبب عدم قدرتهم على مواكبة وقت ماتت فيه الضمائر, ويجبرونهم على إختيار طُرق أخري يعيشون من خلالها حياة كريمة من وجهة نظرهم ، يستطيعون من خلالها كسب الأموال لحياة أفضل، لكنها للأسف حياة كسب المال بوسائل مختلفة مشروعة وغير مشروعة ، يفضلونها عن كسب الإحترام والثقة بالنفس ،وكسب العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات .
- فهل هذا مناخ يصنع أجيال متعلمة؟!
يصنع علماء ومفكرين ، أطباء ومهندسين ورجال تصنع مستقبل أفضل؟!
بالطبع لا، إن أردنا مستقبل أفضل وحياة أفضل، فلابد من توفير حياة كريمة تناسب كل المستويات وتحقق العدالة الإجتماعية .
حياة تمنح الفقير أبسط حقوقه فى الحياة، لكى يصبح لديه القدرة على مواجهة مصاعب الحياة. يُمنح فرص جيدة لتحقيق ذاته، يتوفر له مناخ جيد، يساعده على تقدير ذاته وتنمية مهاراته وإستخدام مواهبه، فبالتالى يصبح نافع لنفسه وأسرته ووطنه، نتيح فرص للجميع فنصنع دولة متقدمة .