الجمعة 9 مايو 2025 11:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : أكتوبر حرب العزة والكرامة

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

ونحن نحتفل بمرور خمسون عاما علي نصر أكتوبر المجيد ، هو فى الحقيقة احتفال بيوم العزة والكرامة وعبور للهزيمة النفسية وتبديد كابوسها المريع ،فقد كانت نقطة تحول فى مسار الصراع العربي الإسرائيلي و الذي امتد لعقود ، وبداية فتح أبواب السلام مع الكيان الصهيوني ، فرغم مرور نصف قرن علي هذه الحرب المجيدة فإن التاريخ العسكري سيظل يذكر يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣كعلامة بارزة في الحرب الحديثة بما قدمه الجيش المصري للفكر العلمي العسكري من استراتيجيات وتكتيكات عسكرية جديدة لم تكن معروفة في حينها ، الدرس الذي تقدمه هذه الحرب ان الاستعداد للمعركة من اعداد جيد وتدريب شاق وتخطيط محكم ،مع عبقرية وشجاعة المقاتل والمخطط المصري فلم يكن النصر وليد الصدفة ، فعلي مدار سنوات من التدريب والاعداد والاستعداد للمعركة ، وسط حرب نفسية كريهة من العدو زعم فيها عدم قدرة الجيش المصري علي عبور القناة لإحباط العزيمة ، لكن جاء الرد ونزلت الصاعقة علي العدو في يوم السادس من أكتوبر ، اداء شرس جسور بروح معنوية عالية قمة في الوطنية والشعور بالواجب والفداء ، والتي استطاعت ان تقضي على أكذوبة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر ، إن الأسطورة الحقيقية في هذه الحرب هى أبطالها المصريين، الذين حققوا الإعجاز وسطروا بدمائهم الطاهرة ملاحم وبطولات ، سجلت للتاريخ وللأجيال القادمة أنه لا يوجد مستحيل مع الدفاع عن الحق مع التدريب والتخطيط ، فرغم التفوق العسكري للعدو في العدة والعتاد إلا أن الإيمان بالله وبالوطن والروح القتالية العالية، فاقت التفوق العسكري وبثت الرعب والهلع في صفوف العدو، فعادت إلينا ارضنا السليبة حربا وسلما ، واجتزنا الهزيمة العسكرية والنفسية ، فإذا كانت معركة تحرير الارض قد انتهت بعودة ارض سيناء ، فلم تنتهي معركة البناء والتنمية التي بدأت من سنوات وتحتاج منا إلى الصبر والعمل الجاد ، أن معاركنا وحروبنا لم تنتهي فقد تغير أسلوب وتكتيك الحروب الحديثة ، فهناك حروب الجيل الرابع والخامس والتي تعتمد هي ضرب الجبهة الداخلية للأوطان بإثارة الفتن والشائعات وإشعال الحروب الأهلية واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي في بث ما من شأنه التشكيك في الانجازات وضرب الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد ، فبناء الأوطان ليس سهلا ولا يتحقق بالأماني والاحلام وحدها ، اننا ونحن نحتفل بالنصر العظيم نتخذ من هذا النصر الدروس والعبر ، فى الصبر والعمل ،وبذل الجهد والعرق ،وزيادة الإنتاج والاقتصاد والاعتماد على الذات وتسخير كافة الطاقات لبناء الجمهورية الجديدة التي نطمح اليها ، ان شعب مصر الواعي الذي استطاع أن يقهر الخوف والذل في أكتوبر ٧٣ ، لقادر ان يقهر الظروف والعقبات التي تعترض طريقه والأزمة الاقتصادية ، وتحقيق التنمية والرخاء وبناء الدولة المصرية الحديثة بسواعد أبنائها المخلصين تحت قيادتها الحكيمة .