السبت 27 يوليو 2024 04:57 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : خطبة مفاجأة ، وموضوع شائك!!

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

يوم الجمعة الفائتة ، ذهبت إلي إحدي مباريات كرة القدم مراقبا لها ، ونظراً لإقامة المباراة في الساعة الثانية ظهرا ، فقد صليت الجمعة في المسجد الملاصق للملعب ، وعند دخول وقت الخطبة تلفت الجميع إلي باب المسجد يتلمسون قدوم الخطيب ، وعلي ما يبدو منعه ظرف طارئ من الحضور أو الإتصال ، وهو لعمري أمر مهم للغاية ينبغي الاحتراز من وقوعه ، وقف المؤذن وقال : من كانت عنده الخبرة والقدرة علي صعود المنبر فليفعل !!

وقفت فورا وصعدت المنبر بعد غياب وصل لعدد من السنين .وأثناء الأذان الثاني حدثت نفسي عن الموضوع الذي من الممكن أن تكون عندي حصيلة حاضرة صالحة لتقديمها في قالب خطبة ؟ في ظل عدم اطلاعي علي خطبة الأوقاف الموحدة والملزمة .

اخترت أن يكون الموضوع الحديث الذي دار بيني وبين شاب وخاله ونحن في المواصلات التو . أي قبل الدخول للمسجد مباشرة ، حيث سألني خال الشاب عن حجم الجرم الذي ارتكبه الشاب هذا في حق أبواه ، حينما أصر أن يعيش بمفرده مع زوجته ، أي (يقعد لوحده ) كما نقول نحن أهل الريف ، وتركهم مع إخوة له أصغر منه سنا ، دون مؤنة تعينهم علي متطلبات الحياة ، لا سيما وأنه يعمل تاجر فاكهة ، يشتري الفدادين بمئات الآلاف من الجنيهات ، ويبيع ثمرها للتجار ، فما كان جواب الشاب لخاله إلا أنه يذهب إليهم عند إخوته ، ولا يأخر عنهم شيء ، غير أن كثرة أسئلتهم وتدخلهم في شئون حياته هو ما يجعله قليل الزيارة لهم .

وبعد حمد الله وشكره علي نعمائه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة والسلام علي معلم البشرية .قلت : كنت أظن أن عقوق الوالدين أصبح حالات معدودة، وما كنت أتخيل أنه في تزايد وتصاعد لدرجة إني كنت فى عشية الثلاثاء الماضي في مجلس عرفي يتصدي لمشكلة عقوق ، واليوم عشت طيلة مشوار السفر الذي قارب علي الساعة والنصف في مشكلة مماثلة ، وأخشي أن يصل ليكون ظاهرة ، لذا أثرت التعرض له ووضعه تحت الفحص سبرا لاغواره وتفاديا لأضراره .!!
قلت : الجمع الكريم : اذكركم واذكر نفسي بقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ), (سورة الإسراء: آية ٢٣)

لاحظوا أيها السادة ، أن الآية أشارت بكلمة ( عندك ) إلى المعنى التالي: الإبن أحياناً يكون عنده أبواه أو أحدهما ، وقد بلغا من الكبر عتياً، فضعفت أبصارهم ، وانحنت ظهورهم ، وخارت قواهم وضعفت ذاكرتهم، و كلَّت أيدهم، وأصبحوا عبئاً على ابنائهم ، فالحاجات كثيرة، والأدوية كثيرة، والأسعار مرتفعة ، فالعار وكل العار (والحالة هكذ) ا علي من هو في أوج شبابه، وفي عنفوان رجولته ، وفي سعة من رزقه أن يتركهم عاله علي إخوته الصغار مهما ادعي أنه يزورهم ، فالآية الكريمة حددت موقعهم ومسكنهم بكلمة ( عندك ) أي في بيتك ، والي هذا المعني أشار الحديث النبوي الذي رواه الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنه قال: ( رَغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكِبَر فلم يُدْخِلاه الجنة ) قال الراوي: وأظنه قال:( أو أحدهما ) المهم لاحظوا كلمة ( عنده)
أي: ينبغي أن يكونوا ( عندك) في بيتك أيها الكبير القادر معززين مكرومين مخدومين ، فهذا العمل من الأعمال التي يستحق عليها الإنسان كلَّ إكرامٍ في الدنيا قبل الآخرة، وما رأيت إنساناً موفقاً في حياته إلا بسببٍ برهِ بوالديه، فمن كان له أبٌ أو أم علي قيد الحياة فليغتنم هذه الفرصة، إنها فرصة العمر، فرصةٌ لا تعوض .
وألفت نظر من يعيش معه أبواه ، أو أحدهما ، لمعني كلمة ( أف ) و مفرداتها ومترادفاتها السيئة ؟!!
والأُف: أي ألضجر، وهي من الكلام البسيط والقليل ولكنه رديء ، فقد ورد في الأثر: ( لو علم الله من العقوق شيئاً أقل من أُف لذكره)
فلا ينبغي لمن يعيش معه والداه أن يقول لهما أف ولا ينهرهما ، أي يعنفهم علي أفعالهم حتي ولو كان زفيرا بصوت مسموع فهو أف وهو من الأفعال القبـيحة.
حتي مجرد النظر إليهما بغضبٍ يعتبر عقوقاً ، يعني من نظر إلى أبيه أو أمه بعبوس،فهو عقوق ، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما برّ أباه من سدد إليه الطرف بالغضب ) يعني ( برأ أو بحلق لهما بغضب ) ، ومن أغلق الباب بعنفٍ أمام أبواه فهو من العقوق ، وهو يساوي أُف المنصوص عليها . ووضع الإناء بعنف أمامهما من العقوق أيضا. وعلو الصوت لهما ( أف ) ومن يحاور أبواه أو أحدهما وهو يقود سيارته فيسرع بها برعونة حنقا من الحديث فهو من العقوق ، وهو يساوي كلمة ( أف )
وكل ما من شأنه تحريك نفس الولدان حزنا وكمدا ضبا واستثارة فهو ( أف )
لذا وجب القول الكريم للوالدين ، امتثالاً لقوله تعالى: ( وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾(سورة الإسراء: آية ٢٣).
يعني قولاً ليناً لطيفاً، يا أبتاه، يا أُماه، من غير أن يسميهما أو يُكنيهما، القول الكريم كما يخاطب العبد سيداً فظاً غليظاً، أي كأن عبداً مذنباً يخاطب سيداً فظاً غليظاً فإنه يتلطف، ويرجو، ويتضرع، ويتحبب، ويتوسل.

فمن الآداب الواجبة في حق الوالدين ألا يشير بيديه حين يتكلم معهما، فيرفع يده ويخفضها، لأن حركات اليدين في أثناء الكلام استخفاف بهما . فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ومعه شيخ فقال له: " يا فلان من هذا الذي معك ؟ ". قال: أبي. قال: " فلا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستسب له ) لا تستسب له: أي لا تكن سبباً في سبه .
ويقول عليه الصلاة والسلام: ( ما من مسلم يصبح ووالداه عنه راضيان إلا كان له بابان من الجنة، وإن كان واحداً فواحد، وما من مسلم يُصبح ووالداه عليه ساخطان إلا كان له بابان من النار، وإن كان واحداً فواحد )

ومعلوم لكم أيها الجمع الكريم أن حدود البر بالوالدين
و طاعتهما تكون في ميدان المباحات لا في المعاصي:
فطاعتهما لا تراعى في ركوب الكبيرة أو ترك الفريضة، هذا الحكم الشرعي شيءٌ مقطوعٌ به، أما ما دون ذلك فطاعتهما مقدمة حتي على الجهاد الكفائي لأن الجهاد الكفائي إذا قام به البعض سقط عن الكل .، بل يجوز ترك الصلاة النافلة من أجل إجابة الوالدين ويستحسن ترك المندوبات من أجلهما،

واعلموا رحمكم الله أن لبر الوالدين الآثار الطيبة ، فبر الوالدين ينجي من الكروب ، فعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( انطلقَ ثلاثةُ نَفَر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيتُ إِلى غار، فدخلوه، فانحدرتْ صَخرَة من الجبل، فسَدت عليهم الغارَ، فقالوا: إِنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إِلا أن تَدْعُوا الله بصالح أعمالكم.. )
" فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخانِ كبيران، وكنتُ لا أَغْبُقُ قبلهما أهلا ولا مالا.. ) (الغبوق) : معناه شرب الحليب مساءً ، فنأَى بي طلبُ شَجَر يوماً، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما..
أي عدت إلى البيت، فَحَلَبْتُ لها غَبوقَهُما، فوجدتهما نائمين، فكَرِهتُ أَن أَغْبُقَ قبلهما أهلا أو مالا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى بَرَقَ الفَجْر.، لا يشرب قبلهما حتى استيقظا من نومهما ، فاستيقظا، فشرِبا غَبوقَهُما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة،" فانفرَجَتْ شيئاً لا يستطيعون الخروج منه لكنها تزحزحت.
و قال الآخر: "اللهم كانت لي ابنةُ عمّ، كانت أحبَّ الناس إِليَّ، فأردُتُها على نفسها، وامتنعت مني، حتى أَلَمَّتَ بها سَنَة من السنين.. )(أي: فقرٌ شديد ) فجاءتني، فأعطيتُها عشرين ومائةَ دينار، على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إِذا قَدَرْتُ عليها، قالت: لا أُحِلُّ لَكَ أَن تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلا بِحقِّه، فتحَرَّجْتُ من الوقوع عليها، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إِليَّ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها، اللهم إِن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه" ، فانفرَجَتِ الصخرة، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها .
وقال الثالث: " اللهم استأَجَرْتُ أُجَرَاءَ، وأعطيتُهم أجرَهم، غير رَجُل واحد، تَركَ الذي له وذهب، فَثَمَّرتُ أَجْرَهُ حتى كَثُرَتْ منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله، أَدِّ إِليَّ أجري، فقلت: كلُّ ما ترى من أَجْرِكَ، من الإِبل والبقر، والغنم، والرقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئُ بي، فقلتُ: إِني لا أستهزئُ بك، فأخذه كلَّه، فاسْتاقه، فلم يتركْ منه شيئاً، اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه" ، فانفرجتِ الصخرة، فخرجوا يمشون .
و عليه فإنه يأخذ من هذا الحديث أن يدعو الإنسان الله بصالح عمله، لينجيه من كربه ، فيقول : يا رب إن كنت تعلم أنني فعلت هذا العمل من أجلك وخالصاً لك لا أبتغي به شيئاً فأنقذني من هذه الورطة . ولا سيما تكون هذه الفعلة بر الوالدين ، لما لها من مردود إيجابي متشعب ومتكاثر .

واعلموا رحمكم الله أن دعوة الوالدين مستجابة ، فعن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَاباتٌ، لا شَكَّ في إجابَتِهنَّ: دَعوَةُ المظلُومِ، ودَعوةُ المُسَافِرِ ودَعوةُ الوَالِدِ على الولد )
وفي الأثر: ( أربعةٌ دعوتهم مستجابة، الإمام العادل، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المظلوم، ورجلٌ يدعو لولده )
فبر الوالدين سبب لمغفرة الذنوب، وزيادة في العمر و الرزق:
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أذنبت ذنبا كبيراً، فهل لي من توبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك والدان ؟ قال: لا، قال ألك خالة ؟ قال: نعم قال فبرها إذاً ) وهذا حديث لطيف، يعني إذا كان إنسان توفيت أمه وله خالة فالإحسان إلى الخالة بمثابة الإحسان إلى الأُم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه )
وعن ثوبان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ).
و في الأثر: ( إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله باراً )
غهذه بشارة، فلو أن أباً مات غاضباً على إبنه ، فهذا الإبن العاق إذا دعا لوالديه واستغفر لهما وفعل الأعمال الصالحة من أجلهما، ربما كتبه الله باراً ولو مات أبوه غاضباً عليه، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه ؟ فيقول: باستغفار ولدك لك )
وفي الأثر:( من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر الله له وكُتب باراً )
قيل لعمر بن ذر: كيف كان برّ ابنك بك ؟ قال: " ما مشيت نهاراً إلا ومشى خلفي، ولا ليلاً إلا مشى أمامي، ولا رقى سطحاً وأنا تحته.
و قيل لعلي بن الحسين: أنت من أبر الناس بأمك، ولكن لماذا لا تأكل معها ؟ قال: " والله أخاف أن تمتد يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها ".يعني: قطعة من اللحم في الصحن وهي عينها على هذه القطعة، فإن أكلتها أنا أكون قد عققتها. ، انظروا كيف وصلوا إلى هذا المستوى. في برهم لأبائهم.
واسمعوا إلي سؤال الرجل لسيدنا عمر ، قائلا : " إني أخدم أُمي كما كانت تخدمني في الصغر فهل قمت بحقها ؟ فقال: لا، إنها كانت تخدمك وهي تتمنى لك الحياة، وأنت تخدمها وأنت تتمنى لها الموت ". وبعبارة أخرى أو مهذبة: ( أن يخفف الله عنها ).
وهكذا يتبين لنا أيها الجمع الكريم من خلال هذه الآيات والأحاديث والتعليقات والأحكام الفقهية والقصص لنا ، أن بر الوالدين بابٌ كبير من أبواب الجنة.لقوله صلي الله عليه وسلم:- ( رَغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكِبَر فلم يُدْخِلاه الجنة. قال الراوي: وأظنه قال: أو أحدهما )

ومما يؤلم في هذا السياق أن كل مصادر الأخبار الاجتماعية المطلعة أصبحت تؤكد أن الواقع العائلي في يعيش تزايدا مقرفا ملفتا لظاهرة العقوق والعياذ بالله.
فبعد أن كانت تسجل بعض الحالات المحمودة، أو يتم الحديث عنها بصورة محدودة أيضا، نظرا للتقزز منها والنفور من ذكرها، لأسباب عدة، إلا أن الحد والعدد بلغ حد الانتشار الواسع للأسف البالغ.
ولعل ارتفاع أعداد حالات الطلاق أصبح يساعد على تفتشي الظاهرة السيئة الغربية، حيث تحرض بعض المطلقات -غيرة على من طلقها- أبناءها عليه بمختلف صنوف العقوق
وبعد فإن العقوق مؤلم ، وتعافه كل نفس سليمة، وقد يقع في الأسر، تحت ضغط الجهل وضعف التربية وسوء تسيير الجيل الصاعد ، وإن أستمر الوضع الراهن واستمر كذلك تجاهل مقت العاق اجتماعيا لتفشت حالات العقوق المتكاثرة العلنية المكشوفة، أو المستترة

أزعم أن السبب الرئيس في ارتفاع أعداد حالات العقوق مرده إلى ضعف قيم الجيل الصاعد الجديد بوجه خاص، فهو جيل مسته العولمة وأضرت به بشكل بالغ وفتكت بمنظومته الأخلاقية فتكا، وتربى في حضن أسر مفككة تسعي أغلبها إلي الطلاق، وهو أبغض الحلال إلى الله، ويهتز له عرش الرحمان لأتفه الأسباب.
ولا أغفل التاثير السلبي للإعلام المفتوح غير المراقب، أو ربما المستحيل الرقابة، وقد يكون تضافر مجمل هذه العوامل، كرس هذه الظاهرة المشينة المقلقة إلى حد الحيرة والدهشة.
فكل شيء يستساغ فهمه ربما، إلا العقوق الصريح المجاني، وهو كثير دون حصر، في أيامنا هذه، وقد حان وقت البوح فعلا، عسى أن نقف على الجرح النازف في الأواني المناسب، طلبا للإغاثة قبل هلاك الأمة برمتها.
قال الله جل شأنه: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.