السبت 27 يوليو 2024 05:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

دكتور كمال يونس يكتب : أوبرا المهرجون..وتجلى روح الأوبرا المصرية الشامخة

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

قدمت فرقة أوبرا القاهرة أوبرا المهرجون إخراج د.عبد الله سعد مخرج الأوبرا الأول في الشرق الأوسط ،مع أوركسترا أوبرا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو نادر عباسي، ومشاركة كورال أوبرا القاهرة تدريب مينا حنا ،صمم الرقصات شريف رمضان، الإضاءة ياسر شعلان ،والديكور والجرافيك محمد عبدالرازق..

أوبرا المهرجون كتبها نصا ، وصاغ موسيقاها الإيطالي روجيرو ليونكافيللو (١٨٥٧_١٩١٩) ، وقد سطرت له أوبرا المهرجون مكانا رفيعا لم تحققه له أوبرا أخري خلال حياته الفنية أو حتى بعد وفاته.

وهي أوبرا من تمهيد ( برولوج)، وفصلين ، عن أحداث حقيقية،وتنتمي للأسوب الواقعي غير المنمق، وخاصة في ربطه الفقرات الغنائية،المكتوبة بحس جميل معززا واقعيتها الدرامية .

البرولوج أو المقدمة والتي سبقت رفع الستار ليلفت النظر إلى عالم الفنانين المفترض منهم وفيهم سعادة الناس ، وعالمهم بما فيه مافيها من المعاناة والمآسي ، عارضا لحياة المهرج وقدره إسعاد الناس وإضحاكهم ،وهو يعاني من مرارة وألم ، وهذه المقدمة الغنائية البرولوج من أشهر المقدمات في تاريخ الأوبرا ولاقت رواجا شديدا .

العرض مزج بين الكوميديا و التراجيديا ، وفي الفصل الثاني تفرد وتميز كونه أوبرا داخل أوبرا،مع فواصل موسيقية (انترميتزو) ، بين الفصول تقدمها الأوركسترا ،وتميزت أيضا بأريا التينور (أغنية فردية) يؤديها صوت من أعلى الأصوات الغنائية الرجالية في مجال متوسط الطبقة) ، وأيضا تلك الأريا أو الأغنية الفردية التي يبث (كانو) فيها أحزانه ،متحدثا عن نفسه.

أوبرا المهرجون مستلهمة من قصة واقعية تدور حول شخصية ممثل مسافر يكتشف خيانة زوجته الأصغر سنا مع صديق ويخطط للانتقام .

يؤدى شخصيات أوبرا المهرجون: (نيدا)منى رفلة .. داليا فاروق، ( كانيو)عمرو مدحت .. رجاء الدين أحمد ، ( طونيو)الإيطالي لوكا سيمونيت .. جورج جمال في دور طونيو، (بيبي )إبراهيم ناجي .. مينا رفايل ، ( سلفيو) إلهامي أمين .. خالد سمير ، (كونتادينو) رامز .. أسامة علي .

أبرا المهرجون دراميا رباعية من العلاقات تجمع زوجة المهرج الخائنة وهي أحد ممثلي فرقة المهرجين ، وزوجها المهرج الغيور المصدوم، ومهرج دميم يحبها حبا جارفا ولكنها تأبي عليه ،منتقما منها إذ يشي لزوجها بحقيقة خيانتها ، وترفض الزوجة الإدلاء باسم العشيق لزوجها ، الذي يبحث عنه لينتقم منه ، لتنتهي المسرحية بمقتل الزوجة والعشيق.

الفصل الثاني أوبرا داخل أوبرا

حيث يتجمع الأهالي ومن ضمنهم سلفيو العشيق لمشاهدة عرض المهرج وكولومبيا ، يؤدي فيه كانيو دور المهرج ـ الزوج المخدوع ـ وتلعب فيه نيدا دور الزوجة الخائنة ( أي نفس ماهو واقع بالفعل كل يؤدي دوره الحقيقي)، يقوم بيبي بدور أرلينيكو العاشق، ويلعب تونيو دور الخادم تاديو، والتي كانت كولومبيا على خلاف معه، وأثناء العشاء يتفق العاشقان على دس السم للزوج، يظهر فجأة الزوج المهرج ويهرب العاشق أرلينيكو من النافذة ، وبدهاء شديد حاول تاديو ( تونيو)اقناع المهرج ( كانيو ببيراءة زوجته مشعلا بذلك غيرته،وفي تلك الأثناء يخرج المهرج كانيو عن نص المسرحية مطالبا كولومبيا ( نيدا) بالإفصاح عن اسم عشيقها الحقيقي ، ولكنها تحاول أن تكمل دورها في المسرحية ، مما يؤدي إلى إثارة غضب الزوج مرة أخرى فيطعنها ، ثم يطعن سيلفيو الذي يسارع إلى انقاذ عشيقته، ينهار المهرج طانيو في البكاء معلنا نهاية العرض الكوميدي .

مسرحية داخل مسرحية ( أوبرا داخل أوبرا)أبطالها تمثيلا هم أبطالها في الحياة ، ولكن لم يحتمل الزوج المهرج المخدوع إلا الخروج على النص لتنتهي الأوبرا نهاية مأسوية.

هذا المشهد بحق يحتاج أن يدرس من روعته ودقته .

يحسب لمخرج العرض د.عبد الله سعد قدرته على حسن اختيار ممثليه كل في دوره ،ودقة تصميم ملابسهم ، توازن الأداء الغنائي والتمثيلي لأبطال العرض، اللعب بمهارة على كل مفردات العرض ديكور القرية ، بدلالاته اللونية ورسوماته، وخاصة صورة المهرجون الحمراء بما فيها من غضب وحزن وبهجة فتلك هي حياتهم.وقاعة العرض ، انسيابية حركة الممثلين والكورال ، الإضاءة بتأثيرها الدرامي ، حسن استغلال الخلفية مابين منظر السماء بالسحب في الفصل الأول ، وخيمة العرض في الفصل الثاني .

الأوبرا فن منضبط أصيل راسخ لامجال فيه للارتجال،ولايتصدى له إخراجا تمثيلا أداء موسيقى إلا نفر من الموهوبين الملتزمين ، المؤمنين به كفن راق، وهذا مما يعلي قيمته الفنية المتفردة ، وتستمر مسيرة دار الأوبرا المصرية الفنية شامخة، فتلك هي روح فريق عمل الأوبرا المصرية.

0d1def69fd49.jpg
1311c7fcc46e.jpg
323822f7161e.jpg
46b1a6aba971.jpg
50dbc54ec2bd.jpg
6a000c7a604b.jpg
d1c0a5438a47.jpg
f13cc28fea7e.jpg
أوبرا المهرجون الاوبرا المصرية الدكتور كمال يونس فنون وثقافة