أحلام محمد إبراهيم تكتب : نظرة أشمل للمرأة المعيلة ..


* برغم الجهود التى تبذلها الدولة للارتقاء بمستوى المرأة المعيلة من خلال مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ 3سنوات,والتى استفاد منها أكثر من 250ألف أسرة خصصت لها ماقيمته 1,5مليار جنيه لإنشاء مشروعات اقتصادية صغيرة ومتناهية الصغر, بهدف تنمية موارد هذه الفئة التى وقع عليها غبن كثير, إلا أن هذه المبالغ تحتاج إلى الزيادة باستمرار حتى تستطيع المرأة المعيلة مواجهة أعباء الحياة الصعبة فى ظل الارتفاع الرهيب للأسعار , وبرغم أيضا معاشات تكافل وكرامة التى منحتها الحكومة لهذه الأسر الفقيرة, إلا أن هذه المعاشات تحتاج دائما لزيادتها حتى تواكب ظروف المعيشة ومتطلباتها اليومية الصعبة من أكل وشرب وتعليم ودروس خصوصية ,
*لذا أطالب الحكومة بزيادة مخصصات معاشات تكافل وكرامة للمرأة المعيلة والأرملة والمطلقة والتى تبلغ 18٪ فقط من اجمالى المخصصات البالغة 19مليار جنيه والمستفيد منها من إجمالى السيدات 78٪ فقط ,إذن لايكفى 3,4مليار جنيه لهذه الشرائح المهمة, والتى يقع عليها عبء كبير فى تحمل مسئولية إدارة البيت والأبناء بكل مايلزمهم من احتياجات .
* لذا أطالب الحكومة أن تقوم بحصر دقيق لكل الأمهات المعيلات والمطلقات والأرامل فى كل قرية ومركز على مستوى الجمهورية وأن تنشىء لكل أم مشروعا يتناسب مع إمكانياتها ومهاراتها, كى تستطيع إدارته والاستفادة المادية منه, على سبيل المثال ممكن الست الريفية بما لديها من خبرة فى تربية الكتاكيت تمنحها الدولة قرضا ميسرا مشروطا بإنشاء مثل هذا المشروع, بالاضافة طبعا لتسويق هذه الكتاكيت وبيعها , وهناك أيضا مشروعات تتعلق بالانتاج الحيوانى مثل الجبن والزبادى والسمن وهذا يتطلب شراء جاموسة أو بقرة للحصول على انتاجها والتربح منه, أيضا من المشروعات الاخرى إنشاء مصنع صغير لحياكة الملابس وتطريزها , ومشروعات أخرى ترتبط بالاكسسوارات والعطور وأدوات التجميل وخلافه , وكذلك عمل المخبوذات مثل البسكويت والفايش والفطير المشلتت والخبز, وكل هذه الاشياء تستطيع المرأة المعيلة المقيمة فى الريف أن تؤديها بنجاح وبكفاءة, لأنها لديها خبرة ومارستها من قبل , وهناك أيضا بعض السيدات يعشقن تربية المواشى مثل الأغنام والماعز, ممكن نشجعهم على ذلك ونمنحهم قروضا ميسرة لشرائها , ومن المشروعات أيضا تشجيع وتحفيز المرأة المعيلة المتعلمة أن تقوم بمحو أمية عدد معين من السيدات وإعطائها مقابل ذلك راتبا شهريا لايقل عن 3الاف جنيه إن لم يكن أكثر, ويبقى كده احنا استفدنا منها فى محو أمية من لم يسعفهم الحظ أن يتعلموا, وبذلك نكون قد عالجنا مشكلتين الاولى تشغيل المرأة المعيلة والاستفادة من قدراتها, وفى نفس الوقت تحسين مستواها المادى لمواجهة أعباء الحياة وهذا واجب الدولة تجاه هذه الأسر .
*لقد كانت مبادرة
"مستورة" الرائعة من أهم المبادرات التى استفادت منها أكثر من 20ألف امرأة معيلة بتكلفة إجمالية 345 مليون جنيه, وهذه بداية موفقة الى حد كبير وأطالب الحكومة والقائمين عليها بزيادة عدد المستفيدين حتى يعم الخير على الجميع.
إن المرأة المصرية خاصة المعيلة تستحق الكثير لأنها تتحمل مسئوليتها بتفانى ورضا وتضحية فى ظل مجتمع ذكورى لايرحم , لذلك ينبغى على الدولة أن تتوسع فى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لهذه الفئات المظلومة, حتى تستطيع أن تعيش حياة كريمة معتمدة على نفسها دون الحاجة للٱخرين .