السبت 14 ديسمبر 2024 12:59 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

دكتور كمال يونس يكتب : الحجر الدائر

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

جمالها ،أناقتها محط أنظار النساء قبل الرجال،تزوجت عن قناعة بعد مفاضلات كثيرة بين المتقدمين لزواجها ، اختارت زوجها الذي بذل كل مافي وسعه ليرضيها ، أنجبت ولدا وبنتا،ماتزال محتفظة برشاقتها رونقها لكأنها فتاة في ريعان شبابها، معاملتها لزوجها سادها تكبر ،استعلاء،نفر منها شيئا فشيئا،جمعهما بيتا واحدا ، وقد تباعد قلوبهما بعد المشرقين والمغربين، حتى عادت من عملها قبل موعدها لتجد زوجها في حضن الخادمة القبيحة جدا بالنسبة لها ،الحنونة جدا بالنسبة له تمده بترياق ثقة بالنفس كرجل بعدما قوضته زوجته النافرة ، صممت على الطلاق بلافضائح ليس خوفا على صورته أمام الابن والابنة ،لكن حرصا على عرشها الأنثوي ،كبريائها من الاهتزاز بوضعها في مقارنة مع امرأة أخرى ،خاصة خادمة قبيحة .
آلت على نفسها أن تخضع القول لمن حولها من الرجال ، محترفة إيقاظ الرغبة، الشهوة وتأجيجها فيهم ، فإذا ما اقتربوا منها تصدهم بعنفوان فيبادرونها بالاعتذار والاسترضاء المهين الذليل، مضت على هذا النحو حتى صادفت أحدهم ،كان خبيرا متمرسا بالنساء من هذه النوعية ،ألاعيبها ، طريقتها،حيلها، تكبر ،تمنع،حتى جمعها والشيطان مكانا تدللت ،تلاعبت ،ثارت الشهوة في عروقهما ،مافادهما تحفظ ،تمنع،وقعا في المحظور، أفاقت بعد أن قضى وطرا، وغلبتها طبيعة الأنثى ، فوجئت بحملها سفاحا ،تهرب منها ،أجهضت نفسها ، كرامتها ،كبرياءها، فاتها أن الحجر الدائر لابد من لطه،فتشت في دفاترها القديمة اتصلت بزوجها لتسترده ،لكنه أولاها ظهره إذا استشعر حريته ،رجولته بعدما انفصلا متزوجا من امرأة طيبة ،نعم لاتقارن بها في الجمال ،لكن ثراءها الإنساني اشعره برجولته وكرامته.

9b0c46989129.jpg