محمد الشافعى يكتب:المتاجرون بالقضية الفلسطينية.. كفى مزايدات
الجارديان المصريةلم تتخل مصر يوما عن القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم، والتاريخ لايكذب والواقع لا يصمت والرؤى لا تعمى لقد خاضت مصر حروبها كلها منذ عام 1948 وإلى 1973 عسكريا ومابعدها حروب السلام ومعارك الاتفاقات والموائمات بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة على السلطة فى فلسطين حتى يأخذ الشعب الفلسطينى حقه المشروع ، والآن يظهر جليا في موقفها الثابت والرافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومساعي تل أبيب لإجبار أهالي القطاع على الهجرة قسريا وترك أراضيهم.
وعملت مصر ولا زالت تعمل على مساعدة سكان غزة إنسانيا بجانب الدعم السياسي والدبلوماسي المقدم لهم، وذلك من خلال ايجاد مركز لتقديم الخدمات الإنسانية والصحية ، إضافة لاستقبال المواد الإغاثية القادمة من خارج البلاد وإدخالها للقطاع، ومعالجة الحالات الطارئة بالمستشفيات المصرية
وأخيرا الإنزال الجوى اليومى للمساعدات الإنسانية بالتعاون مع بعض الدول العربية الشقيقة
وتمكنت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من انتزاع مواقف دولية للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية، واتساع رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى، وحرص الأطراف الدولية على التعاون المشترك لحشد الجهود الدولية من أجل دفع مسار إحياء عملية السلام، بهدف تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
مصر نجحت في تغيير نظرة البعض فيما يخص التهجير القسري والاعتراف بحق فلسطين في الحصول على حقوقها وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية، و مصر تستطيع أن تحافظ على مقدرات البلاد سواء بالأدوات الدبلوماسية أو العسكرية.
والشعب داعم للقيادة السياسية في إدارتها للأمور، فهذه الإدارة التي تتسم بالرشادة والصبر الاستراتيجي لا يجب أن يتم اختبار نهاية هذا الصبر حتى لا يكون هناك تهديد صريح للأمن و السلم في المنطقة.
الهجوم الفضائى لتجار الآلام من اعلاميين خارج الوطن ، كان أمراً متوقعاً، لأنها تعارض أي محاولات جادة لتحريك حالة الجمود في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، جماعة «الإخوان» وحركات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة المرتبطة بها، لم تكتف فقط بانتقاد دور مصر الذى يشهده العالم بل ويشيد به ، وإنما واصلت أيضاً خطابها الفضائى التحريضي الذي يتبنى مفردات عاطفية لا طائل لها .
إن هذه المواقف الدعائية والتحريضية من جانب هذه الأطراف لا يمكن أن تنطلي على أحد، لأن حقائق التاريخ وشواهده البعيدة والقريبة تؤكد أنها أكثر من تاجر بالقضية الفلسطينية وزايد على حقوق الشعب الفلسطيني ولم يفعلوا شيئا إلا الخطابة .
ان موقف مصر من خلال قيادتها نابع من قرائتها للواقع والاستشراف الجيد للمستقبل، ومن إيمان عميق بأن الاتفاق السياسى والتحرك الدبلوماسى والسلام هم المدخل لتخليص المنطقة من دوامة النزاعات والصراعات المدمرة التي جعلتها تعيش، ولا تزال، في حلقة مفرغة من الفوضى وعدم الاستقرار، كما أن هذا الموقف المصرى ليس موجهاً لأحد، لأن مصر تتبنى سياسة خارجية مستقلة تستهدف دوماً تعزيز أسس الأمن والبناء والتنمية والاستقرار لجميع شعوب المنطقة، خلافاً لأولئك الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويزايدون على حقوق الشعب الفلسطيني.
لا يمكن لبعض الدول وجماعة «الإخوان»، ومن يدور في فلكهم، أن يزايدوا على موقف مصر من القضية الفلسطينية، فالتاريخ خير شاهد على أنها حملت، ولا تزال، على عاتقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، كما أن مصر أكثر دولة تقديماً للمساعدات ، لتؤكد مصر مسؤوليتها الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، والتزامها الثابت بالدفاع عن حقوقه المشروعة، خلافاً لهؤلاء المزايدين بحقوقه والمتاجرين بآلامه، الذين باتوا الآن أكثر عزلة إقليمياً ودولياً.
وعلى هؤلاء المزايدين أن يسألوا أنفسهم الآن: ماذا قدموا للشعب الفلسطيني سوى خطاب دعائي وتحريضي أسهم في تكريس الانقسامات الفلسطينية ودعم قوى التطرف والإرهاب في المنطقة؟ لهذا عليهم أن يكفوا للأبد عن هذه المزايدات الرخيصة، لأن الجميع بات على قناعة بحقيقة مواقفهم التي تريد أن تظل عملية سلام الشرق الأوسط في حالة جمود تام، لأن أي انفراجة في هذه القضية تمثل خسارة كبيرة لهم، وتعني المزيد من الانكشاف لأجندتهم الحقيقية من وراء المتاجرة بالقضية الفلسطينية.