الأديبة سامية بدوي تكتب : سهم الخذلان
الجارديان المصريةبعد سفر اولادها للعمل بالخارج ، قررت دخول دار المسنين، فى الجانب الآخر مهندس سبعيني بدأ من الصفر ،يعمل بالصناعة ،قرر أن يترك كل شئ لاولاده، ليعيش حياته التى حرم منها فى دوامة العمل ،مكتفيا بالمتابعة من بعيد لبعيد، تقاعد طواعية آملا أن يحيا وشريكة العمر سعدا،.لكنه سرعان ما أدرك انهما غرباء تحت سقف واحد، كأنه لم يراها كما من قبل ، باءت كل محاولاته للتقرب منها بالفشل والصدود ، أصبح وحيدا،نفر من جبروتها، ،سلاطة لسانها ، لم يتحمل الوحدة ، قرر البعد عن أسرته ،عاداته ،تقاليده ،مملكته، أقام لدار للمسنين، ليلتقيا ،مدركا أنها رفيقة الروح إذ آنس إليها، تزوجا ، عاشا اسبوعين من اجمل ايام حياتهما، فجأة أفاقا على كابوس من إهانات زوجته ، وسلاطة لسانها،وأولادها ، وقف متجمدا مذهولا صامتا، استنجدت به،لم يفعل شيئا ، جرت قدميها منسحبة مخذولة مهزومة إلى حجرتها بدار المسنين ، ألقت بجسدها على الكرسي، فارقت روحها جسدها فى هدوء ، جاءته في المنام مخاطبة إياه ،كنت بالأمل طائرا يحلق فى الفضاء الرحب، أصابنى سهم خذلان قاتل ،أودعني القبر .