الخميس 9 مايو 2024 04:02 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادي يكتب : بولندا من جديد كشرارة حرب عالمية تلوح في الأفق..!

الكاتب والإعلامي رزق جهادي
الكاتب والإعلامي رزق جهادي

من يقرأ التاريخ ويراجع الجغرافيا يجد أن بولندا كانت الشرارة الاولى للحرب العالمية الثانية عندما هاجم هتلر وقام بإجتياح الأراضي البولندية فى ٣ سبتمبر عام ١٩٣٩م عندئذ أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا النازية بقيادة هتلر ، والسؤال هنا ما هي الأهمية الإستراتيجية لدولة بولندا كى يتعبر الهجوم عليها بمثابة إعلان حرب على أوروبا ؟
وللإجابة هنا بتاريخ ومعطيات اليوم فإن الأهمية الإستراتيجية لدولة بولندا بالنسبة إلى إنجلترا وفرنسا ترجع إلى كونها خط الدفاع الأول عن أوروبا وكونها ترتبط بحدود مباشره مع كل من ألمانيا وتشيك وسلوفاكيا أعضاء حلف الناتو إلى جانب كونها الحليف الاستراتيجي القديم الذي كان يتبع التاج الملكي البريطاني .
ولذلك أقولها إن التاريخ يعيد نفسه ولكن مع إختلاف القادة ففي الحرب العالمية الثانية كان هتلر من قام بإجتياح بولندا ولكن اليوم هو سيد الكرملين وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فما أشبه اليوم بالبارحة ، حيث قام حلف شمال الأطلسي الناتو بتقديم مساعدات عسكرية تشمل الدبابات الآليات المدرعة وبعض منظومات الدفاع الجوي ووصلت بالفعل إلى الأراضي البولندية من أجل إرسالها إلى أوكرانيا رداً على إرسال بوتن الطائرات و القاذفات الإستراتيجية وتحريك الصواريخ الفرط صوتية التى تحمل رؤوس نووية إلى حليفته بيلاروسيا ، فما كان من الغرب إلا أن يرد الإستفزاز بالإستفزاز بإرسال تلك المساعدات العسكرية ألى بولندا من أجل إدخالها إلى ساحة المعركة الأوكرانية ، فى المقابل هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإستهداف بقذف تلك المساعدات العسكرية حال تواجدها بالأراضى البولندية ، ومن هنا تعود بنا بولندا إلى ذاكرة التاريخ وتصبح شرارة للحرب العالمية الثالثة بقيادة روسيا الإتحادية ضد أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، ولأن المصائب تأتى تباعاً فمن حق روسيا أن تجد لها حليفاً فلا يوجد حليفاً لها أقوى من الصين التى ستستغل الموقف وتهاجم تايوان ، و بما أن الحروب العالمية سميت عالمية لكثرة مناطق الصراع وتوزعها فى مناطق عدة في العالم ، فسوف تشتعل بولندا وسوف تشتعل تايوان وسوف تشتعل إسرائيل ، هذا هو السيناريو المتوقع فكل من له أطماع توسعية سوف يشغل صراعا عسكرية ،
- وهنا نقطة ومن أول السطر :-
إحذروا أن تنجرفوا أيها العرب بهذا المستنقع ، فلا تدخلوا فى تحالفات عسكرية مع أحد القوى العظمى المتصارعة إلا لو مس الصراع أراضيكم ، فلا تخطئوا كما خطأت الدولة العثمانية قديمًا والتى إنتهت بإتفاقية سايكس بيكو ، وتقطعت أوصال الدول العربية وخلقت كيانات ودولا وظيفة هدفها الوحيد هم قطع الطريق على لم الشمل ، ولكن هذه المرة إذا قامت الحرب العالمية الثالثة فقد تختفى دولا عربية من على الخريطة .