السبت 27 يوليو 2024 05:02 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وليد نجا يكتب : أدمان الفضاء الإلكتروني مهدد رئيسي للأمن القومي للدول

الكاتب الكبير وليد نجا
الكاتب الكبير وليد نجا

التطور سمة من سمات الحياة وكل حقبة زمنية لها مميزاتها التي تميزها عن الحقب الأخري ومع ظهور الانترنت تحول العالم إلي قرية إلكترونية صغيرة فما يحدث في أي بقعة في العالم يتم نقله في لحظتها بالصوت والصوره.
ان عالم الفضاء الإلكتروني هو عالم افتراضي فالكل خلف لوحة المفاتيح يكتب مايحلو له ويتحدث كما يحلو له وفق ثقافته المجتمعية التي تختلف معاير الحكم عليها عن معاير المجتمعات الاخري ومن هنا حدث تداخل في الثقافات وخلل قيمي خاصة عند الأجيال الصغيرة التي لاتمتلك خبرة حياتية كبيرة تمكنها من التميز بين ما يتلائم بين ثقافتنا وثقافة الأخرين.
وقبل ظهور الفضاء الإلكتروني كان الفن الهادف مكون رئيسي بواسطته يتم الحفاظ على العادات والتقاليد ورسائل الفن تعطي المواعظ والعبر وجميع الأعمال الفنية تقدم الخير والشر في عمل واحد فكان البطل الشعبي على غرار افلام الفنان فريد شوقي الذي كان يمثل نموذج الخير ويشاركه البطوله الفنان محمود المليجي الذي يمثل نموذج الشر ويدر بينهما صراع درامي ينتهي بإنتصار الخير وبذلك تنتشر القيم وتتشكيل ثقافة المجتمع .
و في منطقتنا العربيه في تلك الحقبه الزمنية كانت الأسر تجتمع على قلب رجل واحد لمشاهده التلفزيون والاستماع إلي الأذاعة وكانت أكثر المشاهدات فتره عرض المسلسل العربي وفتره عرض فيلم السهره يوم الخميس ولا يمكن ان ننسي دور الاذاعة في نشر الفن والثقافة وكان الجميع يستمع للراديو ويشاهد الافلام والمسلسلات و المسرحيات والاغاني والكتب والمجلات والقصص والروايات وكانت جميعها المصدر الرئيسي للثقافة والترفية لكل دولة على حدا داخل نطاقها الجغرافي.
و بظهور الفضاء الإلكتروني وتلاشي الحدود الجغرافية للدول وتداخل الثقافات تحول الحال إلى النقيض فلم تعد الأسر في جميع دول العالم قادرة على الحفاظ على عاداتها وتقاليدها نتيجة تداخل الثقافات وأدمان الأبناء للفضاء الإلكتروني فالأسرة يجمتع أفرادها داخل بيت واحد ويفرقهم الفضاء اللالكتروني حتى وصل الحال بنا إلى إدمان جميع أفراد الأسرة للفضاء اللالكتروني .
ولدراسة ظاهرة ادمان الفضاء الإلكتروني قام العديد من علماء النفس و الباحثين بالدراسة والبحث علي حالات حقيقة وخلصوا إلى أن السبب الرئيسي لإدمان الأبناء للفضاء الإلكتروني هما الأبوين نتيجة انشغالهم داخل المنزل فيتم ترك وسيلة إلكترونية في يد أطفالهم للعمل على اسكاتهم وأشغالهم وتفرح الامهات لعدم بكاء الأطفال ويقمون بعمل واجباتهم المنزلية والشخصية ومع طول الفترة التي يقضيها الأطفال في الألعاب الإلكترونية أو غيرها من وسائل التواصل الإجتماعي المقرؤة و المرئية والمسموعه يتحول الأطفال دون ارادة منهم إلى الإدمان.
وقد أظهرت دراسات علماء الأجتماع أن نسبة الأكتئاب بين الأطفال في الشريحة العمرية من سن ١٩ عام وحتى سن ٢٥ عام قد ارتفعت بنسبة تقدر بمعدل ٧٥ في المئه عما كانت عليه النسبة العالمية قبل ظهور الفضاء الإلكتروني وزادرت نسبة الانتحار في نفس الفئة العمرية بمعدل ٢٥ في المئه عن ماكانت علية قبل ظهور الفضاء الإلكتروني.
وهنا كباحث متخصص في دراسات الأمن القومي لابد أن أدق أجراس الخطر للجميع فتلك الظاهرة أصبحت مهدد رئيسي للأمن القومي للدول ولم يعد الأمر مقتصر على فئه الشباب فقد أظهرت الدراسات إدمان جميع الفئات العمرية للفضاء الإلكتروني.
ولدراسة ظاهرة الاكتئاب والانتحار لدي رواد الفضاء الالكتروني أثبتت الدراسات ان قضاء الأنسان فترات طويلة أمام الشاشات الإلكترونية يصيبه بالعزلة عن محيطة العائلي والاجتماعي فيقضي ساعات طويلة في الظلام خاصة فترة الليل وتقل فترات نومة مما يؤثر على قدراته العقلية ويتحول طول فتره تواجده في الفضاء الإلكتروني إلى شخص نرجسي وعصبي نتيجة الشعاع الأزرق الخارج من الشاشات الإلكترونية تلك الأشعة تؤثر على المخ وتمنعة من افراز مواد طبيعية تعمل على الحفاظ على الجهاز العصبي .
ويتعرض الأنسان من خلال تصفحة لوسائل التواصل الإجتماعي إلى العديد من التحديات وخاصة عند مشاهدته مستويات المعيشة المرتفعة والحياة الوردية التي ينشرها الأخرين عن حياتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي فالكل ينشر الإيجابيات في حياته دون السلبيات ولايراعي الأختلاف الثقافي والأجتماعي والعلمي..... ألخ.
فالأختلاف سنه كونية فالحياة بين عسر ويسر والإبتلاء أختبار من الله سبحانه وتعالى لجميع البشر ويختلف الإبتلاء من شخص إلى آخر وهناك سؤال بحثي من ابحاثي ودراساتي ماهو أكثر شئ تحبه في حياتك غير حب الله سبحانه وتعالى وحب الأنبياء والأهل؟
اجابة كل منا هو إبتلائه ولايمكن أن يفصح كل منا عن إجابته لإحد فتلك الأجابه هي نقطه ضعفة أمام الأخرين ولتبسيط تلك الأجابة فإذا كنت تحب المال ستبتلي في المال وهكذا إذا كنت تحب الأبناء ستبتلي في الأبناء وهكذا لذا يعاملنا الله سبحانه وتعالى بالنوايا.
وفي عالم الفضاء الإلكتروني هناك عدة محتويات للمشاهدة ومنهم محتوى يفتخر فيه الاشخاص بما يملكونه أو يعملونه ومحتوي اخر اصحابه محدودي الافق ينشرون فيه كل ما يتعرضون له من مشكلات وصعوبات دون أن يحمدوا الله سبحانه و تعالى على نعمة الأمن والستر أو نعمه ما منعه عنهم الله سبحانه وتعالى من شر وهنا يحدث اختلال نفسي وحقد طبقي بين طبقة الشباب لقله خبرتهم الحياتية فيتحول جزء كبير منهم من أشخاص أسوياء إلي أشخاص ناقمين على حياة الآخرين أو حاسدين لهم وبالتالى يقل ولائهم وانتمائهم لأوطانهم و ذلك يمثل تهديد مباشر للأمن القومي للدول.
وفي الختام لابد أن نعمل جميعا على القضاء على ظاهرة أدمان الفضاء الإلكتروني عن طريق عدة وسائل علمية واكاديمية وهنا يبرز دور الباحثين والمفكرين ويبرز دور الأسرة في التعامل مع الابناء فيجب علينا جميعا ان نشغل اوقات فراغ ابنائنا بالرياضة والهوايات وأن نشركهم معنا في أمور حياتنا ولابد من أحياء الحوار داخل المنزل والجلوس مع الأبناء والخروج معهم لنقلل فترات تواجدهم بمفردهم فريسة لعالم الفضاء الإلكتروني دمتم في حفظ الله تعالى اينما كنتم وحفظ الله تعالى احبتكم من كل سوء.