الخميس 17 أبريل 2025 05:13 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

#حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : الموهبة القاتلة

الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله
الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله

يقول الدكتور مصطفى محمود في كتاب :يوميات نص الليل
أن اكتشاف الإنسان لنفسه وتعرفه على كنوزه ومواهبه ليس شيئًا هينًا .. وإنما هو اكتشاف أصعب من غزو الفضاء.
فقد تذكرت هذة المقولة بعد رحيل للاعب احمد رفعت عن دنيانا الي دار الحق وما صاحب موت للاعب من ضجة اعلامية كبيرة ادت الي تبادل اتهامات بين مسؤلين عن اندية مع اختراع قصص متضاربة ومتفاوتة من الجميع سعيا لتبرئة ساحتة والقاء اللوم علي غيرة كنوع من السعي للحفاظ علي لقمة العيش البقاء في المشهد الرياضي تحت الاضواء المبهرة
ولكن المحزن في الامر في رحيل ابن الواحد وثلاثين ربيعا اللاعب احمد رفعت الذي وطالما شكي في الشهور الاخيرة من القهر والظلم بسبب سعي الدائم للاستفادة من انتقاله من نادي لاخر خارج مصر او داخله للاستفادة من موهبتة
هنا لابد من طرح سؤال
اذا ما كان للاعب موهبة لماذا يحارب ؟
وهنا يبرز سؤال اخر
في ظل حرب المواهب لماذا يعاني المنتخب المصري في كل تصفيات مؤهلة لكأس العالم ؟
والاجاية بالتاكيد الان القائمين علي المنظومة الكروية في مصر شلة منتفعين وليس لهم وعلاقة وبالرياضة من قريب او بعيد والكلام والسابق ينطبق علي اتحاد الكرة والاندية علي حد سواء.

والحقيفة التي لا شك فيها
أن النجاح وليد صدفة وضربة حظ فلا يوجد خطط لدي الوزارة والاتحادات الرياضية لصناعة ابطال في كل الألعاب والرياضية وأكبر دليل على ذلك اختبارات قطاعات الناشئين بالاندية التي لا تخضع لأي ضوابط وليس لها هدف غير مداعبة أحلام المواهب.
وقد قال لي احد الاعبين الكبار في السبعينات ومدرب كرة القدم حالي مقولة تدعو للتأمل طويلا عن هذة الاختبارات (لو عندنا ناشي يملك موهبة ميس أو رونالد لن ينظر إليها أحد ويكمل المدرب للاعبين الحريفة بيلعبوا في الشارع علشان الأندية مش بتاخدهم ولو مش مصدقني شوف نتائج المنتخب والأندية في المحافل القارية والعالمية على حد سواء.
وهنا لابد أن اذكر موقف أخرى حدث بعد فوز المصارع كرم جابر بميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا ٢٠٠٤ والتي حصلت فيها مصر على ٥ ميداليات متنوعة وقبل أولمبياد بكين ٢٠٠٨ أجريت مقابلة مع رئيس اللجنة الأولمبية حينذاك اللواء محمود أحمد علي. رحمه الله عن حظوظ بعثة مصر في الفوز الميداليات قال لي ( انسي الوهم) ما حدث في أثينا لم يكن مخطط له بل هو مجهود فردي من الاعبين ولن تحدث معجزات في بكين وإذا أردنا ان تحدث فعلينا وضع خطط العشرات السنين ميزانيات ورعاة المواهب في كل الألعاب الفردية والجماعية
وأخير تخيلوا معي لو ظل كلا من السير مجدي يعقوب و الدكتور أحمد زويل اللاعب محمد صلاح هنا هل سيكون المصير هو نفس المصير من النجاح والوصول للعالمية.
ولعل اعمار اللاعبين في كأس الأمم الاوربية التي انتهت امس بتتويج منتخب اسبانيا بمجموعة لاعبين صغار السن كبار الموهبة والمهارة يجعل الاندية المصرية تعيد النظر في كل المنظومة الكروية الموجودة علي الارض بوضع خطط وتغير عقلية المسئولين تغليب جانب مصلحة الوطن علي المصالح الشخصية والعمل للحفاظ علي المواهب الموجودة علي ارض
يا سادة المواهب نعم من الله يمنحة لبعض البشر دون بعض
تحتاج إلى رعاية ودعم وتشجيع وفرص من لم يفهم ذلك علية إن يستقيل او يستقيم. ويرحمكم الله.