الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : (شاعر الفلاسفة وفليسوف الشعراء) العم صلاح جاهين


سيظل الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين هو
الوحيد المستحق للقب( فليسوف الشعراء، وشاعر الفلاسفة)
لما امتازت به أعماله الشعرية من مضمون يحمله لفظ تقف أمامه متأملا، و متمعنا لما يحمله من معان عديدة تعبر عما يجيش فى صدره ،وما يحمله عقله من نظرة خبير بالحياة ،والإنسان فى مواجهتها .
ونظرة الإنسان للدنيا بما فيها ،وبمن فيها، ووقوفة موقف الاختيار، ولحظاته من الفرح ،والحزن، واليأس، والأمل .
هذا الإنسان الذى يراه مجبراً حينا ،ومختارا حينا أخر.
ومن أصدق، وأوضح الأمثلة على تميز شاعرنا القدير (العم صلاح جاهين)على التعبير عن فلسفته الحادة،والصريحة للحياة بعناصرها المختلفة هى (رباعياته )التى ابتدعها ،وابتكرها ليعبر من خلالها فى إيجاز شديد عن رؤيته للحياة .
إيجاز استطاع نقل ما بداخله فى رباعيات قصيرة ،ولكنها ذات أبعاد أكبر فلو سطرت نثرا لاحتاجت الرباعية الواحدة لعدة اسطر، وصفحات لشرحها ،وتحليلها ،وما أبانت تلك السطور ،وما عبرت كما عبرت الرباعيات .
هو نفسه( العم صلاح جاهين) الذى عبر فى كثير من الأغنيات التى كتبها عن تلك الحالة المزاجية التى تعتريه عن الحياة ،وحبه لها تارة، ومقته لها تارة أخرى، وحذره من تقلباتها تارة ،وإقباله عليها تارة أخرى جسورا شغوفا بها .
إن( العم صلاح جاهين)
استطاع أن يبتكر لونا شعريا عاميا فتح الباب لعشرات المبدعين للولوج فيه، والسير فى درب الرباعيات(وهو أمر ليس باليسير ولا بالهين ) والتعبير عما فى أنفسهم فى إيجاز شديد ،ومختصر مفيد .
نعم إنه فليسوف الشعراء، وشاعر الفلاسفة
تارة محبا للحياة ،وتارة كارها لها
تارة مقبلا عليها ،وتارة مدبرا منها
تارة محملا بالأمل ،وتارة مكبلا باليأس
تارة خائفا يترقب أفعالها ،وتارة تهابه الحياة
والحقيقة إن كتاباته مازالت تحتاج إلى الكثير، والكثير من الدرس، والنقد، والتحليل على مهل دون أن يبخس عمل من أعماله حقه
مازال صلاح جاهين مهضوم الحق أدبيا فكيف لا تجتمع مؤسسه أدبية ،وتتفق حتى الآن على التأسيس لمسابقة شعرية تحمل اسم هذا الرجل يشارك فيها الشعراء من كل حدب ،وصوب
مسابقة بحق بما تتضمنه من تنظيم ،وإعلان، وإعلام، ونقد ،وجوائز قيمة كما ،ومعنى
يستحقها هذا الرجل خالد الذكر.
رحم الله صلاح جاهين ،أو (العم صلاح جاهين )
كما أحب أن أقول دوما فهو العم الذى تعلمنا من أشعاره ،ووقفنا أمامها متأملين مبهورين سعداء بما نقرأ له وننظر فلسفته للحياة، فقد تعلمنا أن يكون لنا نحن أيضا نظرتنا لها ،وفلسفتنا الخاصة التى قد تختلف، أو تتفق معه، ،ولكننا لم نقلد فقد انتهجنا الرباعيات شكلا للتعبير عنها لقدرة قالبها على حمل ما طاب لنا من قليل اللفظ ،وغزير المعنى.
رحم الله (العم جاهين) الذى ترك لنا إرثاً شعريا سيظل قبلة من أراد الكتابة الشعرية العامية الراقية ذات المنظور الفلسفى للحياة، والإنسان ،والنفس .