الإثنين 16 سبتمبر 2024 09:27 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : كلمتين مع فنجان قهوة..( النقد مع شاى بالياسمين )

الكاتب الكبير حسن سعد حسن
الكاتب الكبير حسن سعد حسن

النقد فى اللغة:-
--------------------
تمييز الدراهم ،وإخراج الزائف منها .
يعرف النقد الأدبى اصطلاحا :-
-----------------------------------
بأنه تمحيص العمل الأدبي بشكلٍ متكاملٍ بعد الانتهاء من كتابته، وبيان مواطن الجودة ،والرداءة فيه.
و الحكم عليه بمعايير معيّنة، وتصنيفه مع من يشابهه منزلة.
إن النقد الادبى هو أحد أهم فروع الأدب بأنواعة المختلفة فالناقد الأدبى هو شاهد حق إن كان على حق ،وشاهد صدق إن كان على صدق على جودة الأعمال الأدبية التى تخصص فيها، وشاهد زور، وبهتان إن بخس المبدعين ما أبدعوا
، وقوة النقد الأدبى ،وزخمة دليل على غزارة الأعمال الأدبية ،وقوتها إن كانت قوية، وافتقار الحياة الأدبية، والثقافية للنقد ،أو أن النقد تحول إلى سلعة تباع، وتشترى ،وهذا أمر جد خطير فالنقد ، والإشادة ،والحفاوة، والتكريم، والأ لقاب تحولت لمن أعطى، وأهدى ،واستهدى ،وقبل ،واستقبل ،ومنح ،ولم يمنع
فعدد من نقاد صنوف الأدب، ولنقل بعضهم إلا من رحم ربى اتخذ النقد، وسيلة للتقوت، والتربح، والشهرة، ولم يتملك أويمتلك ،أويتسلح بأدوات النقد التى لا غنى عنها فاشهر قلمه، وحد سنه ،واتخذ من نقده وسيلة لتصفية الحسابات ،وصناعة العداوات زاعما دون علم أنها معارك أدبية على غرار ما قد مضى ووللى ، ونقد، وما نقد شيئا
ولم يتزود فى رحلته إلى دنيا النقد بما وجب عليه التزود فولجها ضعيفا فما كان منه إلا وقد خرج منها مطرودا مهانا أو بقى فيها خائفاً يترقب .
إن الناقد الأدبى فى حاجة دوماً إلى أدوات لا بد منها ،ولا نقد جيد يقدر ،ويحترم بدونها ،ومنها على سبيل الذكر لا الحصر (فالنقد الأدبى للحديث عنه تفصيلا، وتحليلا، وتأريخا يحتاج إلى مجلدات ويحتاج لدارس ،وباحث قد أحب النقد فأحبه فأعطاه قيمة، وقامة)
ومن تلك الأدوات:ـ
- الإلمام الجيد بالفرع الذى تخصص فيه قارئاً ،واعيا ،دقيقا ،مدققا ،مفصلا ،محللا ينشد فى ذلك الجمل الحسان ،والعبارت التى تأتى تراقص الأذان، والأبيات الشعرية التى تحمل المعنى، وتقدمه للقارئ ،والمستمع متمتعا ،مستمتعا ،ماتعا ناظرا فى قوة البناء الفنى للعمل واقفا على إلمام المبدع بعناصر العمل المتعارف عليها لكل لون من ألوان الأدب هذا إن كان ناقداً للشعر كمثال
- إن الناقد الجيد فى حاجة ماسة إلى قراءة دقيقة للنقد الأدبى عبر مراحلة التاريخية المختلفة قارئاً لكبار النقاد مثل عبد القادر الجرجانى ، وابن قتيبة ،ويا قوت الحموى، وغيرهم وصولا إلى الدكتور عبد القادر القط ،وعلى الراعى، وغيرهم من كبار النقاد الذين أثروا المكتبة النقدية ،والأدبية بمراجع لا غنى عنها لمن بحث ،ودرس،و طلب العلا
-إن الناقد الأدبى لابد أن يكون ملما باللغة العربية نحوها ،وصرفها، وبلاغتها، وأسلوبيتها كى يستطيع إظهار صحة اللغة ،وجمال اللفظ ،وقوة المعنى، وماوراء المعنى
-إن الناقد الحق هو من يزن ما أراد نقده ،وما عرض عليه لنقده بميزان العدل ، والصدق ، والشفافية دون محاباة ،ومجاملة، أو انتقام( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)
فهناك من نقد ،ولم ينقد ،وأبان ولم يقرأ، وأشاد بما لم يحط به علما ،وأحط من قدر مبدع يستحق التقدير مجاملة لزيد وعبيد، ونطاط الحيط
النقد أمانة، وشهادة حق لا بد أن يلتزم كل ناقد اختار هذا الدرب بالمصداقية ،والشفافية ، والبعد عن سفاسف الأمور محتكما لميزانه النقدى الذى يزن ،ولا يطفف فويل للمطففين